ويحيى عليهماالسلام. فهذه الرواية الشريفة وحدها تكفي للدلالة على أنه ولي مع وجود رسول الله (ص) وبعده ، وولايته في مرحلة وجود النبيّ (ص) عرضيّة ، لكنها كانت في مقام العمل ـ أي إثباتا ـ طوليّة. فإنه عليهالسلام ، ما زال رسول الله صلىاللهعليهوآله موجودا ، كان يحذو حذوه ويعمل بعمله ولا يخرج عن سيرته قيد أنملة. وكان سلما لرسول الله كالعبد في يد مولاه. فولايته ـ في مرحلة العمل ـ طوليّة بحسب ما عندنا وبحسب الواقع.
وقد نقل صاحب المجمع عن جمهور المفسرين أن المتصدّق به كان خاتمه الشريف ، إلّا أن رواية في الكافي ذكرت أن المتصدّق به حلّة. على أنه ـ إن لم نهمل هذه الرواية ـ يمكن الجمع بتعدّد القضية مرة بالخاتم ومرة بالحلة. والآية ـ على كل حال ـ نزلت حين التصدق بالخاتم. وقد روي عن ابن الخطاب أنه قال : والله إني تصدّقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل فيّ ما نزل في عليّ عليهالسلام فما نزل. فما كان لله ينمو ، وما كان للرئاسة والافتخار يذهب هباء تذروه الرياح.
هذا وقد أمّن سبحانه المطيعين لأمره السامعين لقوله ، الممتثلين لوحيه وعزائم أمره بقوله جلّ وعلا في الآية التالية :
٥٦ ـ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) ومن : شرطيّة. فإن الذي يتّخذ الله تعالى ، ورسوله (ص) والّذين آمنوا ـ وهم من ذكرنا في الشريفة السابقة ـ (فَإِنَ) وهذا جواب الشرط ، وقد جاء مؤكّدا أن من يتّخذ هؤلاء أولياء يكون من حزب الله ، و (حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) المنتصرون بالتأكيد السابق من الله سبحانه وتعالى.
وقد كانت القاعدة أن يقال : من يتّخذ هؤلاء أولياء ، فإنهم الغالبون. إلّا أنه تعالى إيذانا بأنهم حزبه ، وإشعارا بتفخيم شأنهم ، وتعريضا بأن أضدادهم حزب الشيطان ، حزب عبّر سبحانه وتعالى تصريحا بالاسم الظاهر : ـ حزب الله ـ مكان الضمير : ـ هم ـ لرفع الشبهة في المرجع ..