(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٣٦) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٧))
٣٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ...) أي حاذروه وتجنّبوا ما يغضبه (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) اطلبوا واسطة تقربكم إلى رحمته ورضاه فذلك العمل هو الشفيع لكم ، لأن التقوى وحدها هي مخافة الله ، فلا بد معها من العمل بطاعته لأن العمل هو المقرّب منه سبحانه ، وهو الوسيلة. وقد قال الشاعر فأجاد :
آل النبيّ ذريعتي |
|
وهم إليه وسيلتي |
أرجو بهم أعطى غدا |
|
بيد اليمين صحيفتي |
فابتغوا القربى إليه بالعمل (وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ) وحاربوا الأعداء لرفع كلمة الله .. وحاصل ما مضى من الشريفة أنه تعالى وظّف أهل الإيمان بوظائف ثلاث هي : تحصيل التقوى الذي بيّنا معناه ، وتحصيل الوسيلة في الأمور المشروعة التي يحتاجون فيها إلى وسائل وشفعاء ، ثم الجهاد في سبيله وسبيل دينه الحق لرفع كلمة التوحيد وإعزازها (لَعَلَّكُمْ) أي عساكم أيها المؤمنون (تُفْلِحُونَ) أي تفوزون وتظفرون بنعمائه وآلائه الأبدية.