قَوْمٍ) أي ولا يحملنّكم بغضاء قوم. وجرم مثل كسب في تعدّيه إلى مفعول واحد وإلى مفعولين إذ يقال : جرم ذنبا ، وجرمته ذنبا ، وأول المفعولين في الآية الشريفة هو ضمير المخاطبين ، والثاني (أَنْ تَعْتَدُوا) أن صدوكم أي الاعتداء بصدكم ومنعكم. فلا يكسبنّكم بغض هؤلاء القوم الاعتداء عليهم بسبب صدّكم عن المسجد الحرام ، وهو منع النبيّ صلىاللهعليهوآله والمؤمنين يوم الحديبية عن العمرة. ومعنى الاعتداء هنا هو الانتقام منهم وإلحاق الضرر والمكروه بهم (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى) أي تعاضدوا واتّفقوا على العفو وتجنّب الهوى (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) أي لا تتساعدوا على ما فيه جرم وذنب واعتداء وانتقام (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) يعني أنه يجازي من يخالف قوله أعظم جزاء ، وفي ذلك تهديد ووعيد لمن عصاه سبحانه وتعالى.
* * *
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣))