(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٢٧)
٢٦ ـ (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ..) الميم المشددة في «اللهم» عوض عن حرف النداء ، ولذا فإنهما لا يجتمعان خلافا للراجز الذي تجوّز وقال : يا اللهم ، في قوله الشاذّ .. فكأنه أمره سبحانه أن يقول : يا الله ، يا (مالك الملك) والملك ما يملكه الإنسان ويتصرف فيه كيفما شاء ، ويستولي عليه ويكون زمام أمره بيده مطلقا. وهو سبحانه مستول على ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن ، وعلى جميع الممكنات الدنيوية والأخروية ، وبيده عزوجل أزمّة أمور كل شيء بحذافيره. وقيل إنه جاء هنا بمعنى السّلطة والعظمة ، وقد يستعمل في معان أخرى في موارد ومناسبات تقتضي استعماله بها. والجملة نداء ثان ، وقيل صفة له سبحانه وتعالى. فيا مالك الملك ، أنت (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) أي تعطيه لمن له الأهلية والقابلية حسب ما تقتضيه مصلحة العباد ، وتحكم به الحكمة الربانية كمّا وكيفا (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) تسترده منه بموت أو بانتقال منه الى غيره ونحوهما حسب مشيئتك وسير تقاديرك الجارية بحكمتك في نظام العالم .. والملك الأول عامّ ، والآخران خاصان ، لأن كل واحد منهما بعض من الكل. ويحتمل أن يكون المراد بالملك النبوة ، ويكون نزعها حينئذ نقلها من قوم الى قوم. (تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بأن توفّقه لتحصيل الخير والسعادة وتعزّه بعزّك (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بسلب نعمتك منه ، وبأن تكله الى نفسه وهذا غاية الذل والخذلان في الدنيا والآخرة ، فأنت (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) تملكه وتمنحه