اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٠٠))
٩٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ....) قرئت شاذّا : توفّاهم الملائكة ، والتوفي هو القبض للأرواح ، والوفاة الموت ، فعلى قراءة توفّاهم : تكون فعلا ماضيا مبنيّا على الفتح ، أو فعلا مضارعا مرفوعا على معنى : تتوفّاهم ، حذفت التاء الثانية لاجتماع تاءين. و (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) نصب على الحال ، وحذفت النون من ظالمين استخفافا ، وتثبت في التقدير كما قال سبحانه : (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) ، فإنه يقال : ظالمين أنفسهم. ومعناها : تتوفّاهم الملائكة في حال هم فيها ظالمون لأنفسهم بالتقصير ، فقد بخسوها حقها من الثواب وأدخلوا عليها العقاب بالكفر ف (قالُوا) أي الملائكة الذين قبضوهم بأمر الله : (فِيمَ كُنْتُمْ) أي في أي شيء كنتم من دينكم على وجه التقرير وعلى وجه التوبيخ والاستهزاء بهم (قالُوا) يقصد الظالمين لأنفسهم (كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا بقوّتهم وكثرة عددهم وقد حالوا بيننا وبين الإيمان. ولكن هذا الاعتذار نقضه الملائكة إذ (قالُوا) مرة ثانية : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها؟) أي فتخرجوا من أرضكم وتفارقوا من يمنعكم عن الإيمان بالله ورسوله ، إلى أرض الله الواسعة حيث تعاشرون من لا يمنعكم من التصديق والعبادة والطاعة. وقد قال سعيد بن جبير : إذا عمل في أرض بالمعاصي فاخرج منها. وقد قال الله تعالى عن هؤلاء الظالمين لأنفسهم (فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) والمأوى المرجع ، من أوى إلى منزله : يأوي اليه ويرجع. فأولئك مسكنهم جهنّم (وَساءَتْ) أي كانت سوءا وشرا و (مَصِيراً) أي محلا يصير إليه أهلها. ثم استثنى من حكم هؤلاء قوما فقال تبارك وتعالى :