حقيقيين حين تقضي أنت في خلافاتهم (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) أي لا يحصل لهم ضيق مما حكمت به ولا تبرّم (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) وينقادوا لك انقيادا راضيا بظاهرهم وباطنهم.
٦٦ ـ (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ...) أي لو حكمنا عليهم بقتل أنفسهم إمّا بالعرض للجهاد ، أو كما أوجبنا على بني إسرائيل من قتل أنفسهم قصاصا. فلو قضينا عليهم بذلك (أَوِ) خيّرناهم أن (اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) الى التيه والفلوات والهجرة كبني إسرائيل أيضا (ما فَعَلُوهُ) ولا عمله ونفّذه (إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) باستثناء بعضهم اليسير من المؤمنين الطائعين. وقليل : بدل من الواو في : فعلوه ، يعني : فعله قليل (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ) أي لو أنهم عملوا بتوجيهاتك لهم ونصائحك (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) لكانت إطاعتك خيرا لهم (وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) أي أقوى قرارا وثباتا لإيمانهم بحيث يصير إيمانا لا يتزعزع وتديّنا صحيحا متينا. وقيل أشد ثباتا في ولاية عليّ عليهالسلام فإن الآية نزلت فيه.
٦٧ ـ ٦٨ ـ (وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً ...) أي في حالة امتثال أوامرك واتّباع مواعظك كنا نعطيهم من عندنا أجرا كثيرا لا يتصوّرون عظمته ، (وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ولتولّينا إرشادهم الى الطريق السويّ الذي لا يضل من اتّبعه وسلكه.
* * *
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً(٧٠))