حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (٦٧) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨))
٦٤ ـ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ ..) هذه الآية الشريفة إشارة الى أن من يتخلّف عن حكم رسول الله صلىاللهعليهوآله فهو محكوم بالكفر والارتداد ، وهي تنبيه لأولئك المنافقين الذين يريدون أن يتحاكموا في خلافاتهم الى غيره (ص) إذ ما بعث الله تعالى نبيّا إلّا ليكون مطاعا (بِإِذْنِ اللهِ) أي بأمر محتوم مقضيّ مجاز منه تبارك وتعالى ... (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) فلو أن هؤلاء القوم لما ظلموا أنفسهم بالنفاق (جاؤُكَ) مذعنين قد تابوا (فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) مما بدر منهم وأتوا مخلصين ، لكانت ظهرت توبتهم للرسول (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) أيضا بعد أن اعتذروا اليه فنصب نفسه شفيعا لهم ـ وهو شفيع الأمة صلوات الله وسلامه عليه ـ لو فعلوا ذلك (لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) أي متفضلا عليهم بقبول التوبة ، وبالرحمة ...
٦٥ ـ (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ...) الفاء لتفريع الكلام على سابقه وربطه و : لا ، زائدة لتأكيد القسم أي : فو ربّك لا يصيرون مؤمنين بمعنى الإيمان الصحيح (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) يتقاضون إليك ويرضون بكل ما تحكم به (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) أي في اختلافاتهم ، وشجر : أي اختلط واختلف ، ومنه الشجر لتداخل أغصانه بعضها ببعض. فيكونون مؤمنين