مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥))
٢١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ ..) أي يجحدونها وينكرونها ، ولا يقبلون الدلائل الواضحة ويعمهون في الكفر والضلال (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقفون في وجه دعوتهم الى الله ويحاربونهم أو يقتلونهم (بِغَيْرِ حَقٍ) وقد قال سبحانه هذه العبارة لأنه لا يستغنى عنها إذ لا يكون قتل الأنبياء إلا بغير حق ، وهؤلاء يقتلونهم (وَيَقْتُلُونَ) أيضا (الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ) أي الآمرين بالعدل (مِنَ النَّاسِ) ومكان الظرف هنا في مورد النصب على أنه مفعول لقوله تعالى : يأمرون ، أي يأمرون الناس بالقسط. ولفظة : من ، للتبعيض. وأل التعريف للاشارة بأن المراد بهؤلاء الناس هم الكفرة الذين كانوا يقتلون الأنبياء والآمرين بالقسط أي بالمعروف ، وجحدوا في بدء الأمر بآيات الله تعالى .. وقيل : من الناس ، بيان للآمرين بالقسط ، بمعنى أنهم عباد صالحون وهم غير النبيين وهم مميزون من الناس. وهذا أمر لا يحتاج الى البيان لأن وقوع هذه الجملة في ذيل قوله : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) ، والكلام حوله من أبرز مصاديق توضيح الواضحات في مجال البلاغة التي بني القرآن الكريم عليها .. هؤلاء الكفرة (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) وقد عبّر هنا بلفظ التبشير هزءا بهم ، وسخرية منهم ، وتوبيخا لهم. وإدخال الفاء هنا على : بشرهم ، هو بمنزلة الجزاء المتفرع على الكفر وقتل الأنبياء والصلحاء ، كما في قوله : (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) ، وفي المجمع عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه سئل : أي الناس أشدّ عذابا يوم القيامة؟ .. قال : رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر. ثم قرأ : والذين