وسلموا ولم يحاربوا الرسول ولم يعاندوه ، ولم يحادّوه بالشرك بالله والتمرد على آياته وبإنكار رسوله وكتابه وهذه علامة سلمهم له تعالى ولرسوله فإن فعلوا ذلك (فَقَدِ اهْتَدَوْا) وسلكوا طريق الحق ونفعوا أنفسهم بإخراجها من الضلالة الى الهدى وفازوا فوزا عظيما .. (وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي انصرفوا وبقوا على كفرهم وأعرضوا عن الإسلام وجعلوه وراء ظهورهم فإنهم لا يضرونك بشيء وما عليك من حسابهم من شيء (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) أي إيصال الدعوة الى الله والإسلام إليهم والى غيرهم ، وإعلامهم أن ما جاء به القرآن ناسخ لجميع ما سبقه وإن كان دين حق في حينه (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) يرى ويعرف المطيع والعاصي من الناس ، وهو يجازيهم بحسب ما يكونون عليه ووفق ما يستحقون إن خيرا وإن شرا. والجملة وعد وتهديد.
* * *
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً