الشخص : ما هو معنى قوله تعالى ؛ وخلق منها زوجها؟ ... وما هو معنى زوج الماهية المخلوق منها؟ ... وما هو معنى قوله تعالى ؛ وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء؟ ... هذا ، وإن لداروين وتلاميذه ـ أيضا ـ في المقام أقوال أخر يا ليتهم لم يتفوّهوا بها لأنها دلّت على الجهل أكثر مما دلت على العلم بسبب اعتمادهم على الفهم الشخصي والرأي الشخصي. والتعرض لما قالوا يفضي الى تطويل بلا طائل بالرغم من أن بعض أهل العصر الحاضر يدورون حول هذا القول بشيء من التفكير والاعتناء ، وبالرغم من أن بعض الشباب المثقفين يحوصون حوله حوصا كأنهم يظنون باكتشاف العجب العجاب من هذا القول التافه كقائله. فإن من أعجب العجاب أن هؤلاء وهؤلاء نبذوا المعلومات الاسلامية التي جاء بها الكتاب الكريم والسنّة المتواترة والإجماع ، وراءهم ظهريا ، ثم أخذوا بأقاويل المتقوّلين وأساطير الآخرين والأولين ، تقليدا لا يؤدي الى نتائج عملية ولا يغني ولا يسمن من جوع ... فنقول لهؤلاء ، ولجميع التائهين عن الحق الذي نزل من عند الله : عودوا الى ما نزل من عنده سبحانه في هذه الأمور (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ) أي تتساءلون ، وقد حذفت إحدى التاءين في أمثال المقام فإن ذلك متعارف عند العرب. وتكرير الأمر بالتقوى ـ في الآية نفسها ـ لإظهار المبالغة في التأكيد. والمعنى أنه ـ عادة ـ يسأل بعضكم بعضا بالله. وهذه الكيفية من طرق المكالمة معتاد ومألوف عند العرب ـ بل والعجم ـ فيما إذا أرادوا أن يهتمّ الطرف الى سؤاله فإنه يقول : بالله عليك إلّا ما ذكرت كذا ، أو يقول : بربك لا تهملني فيما سألتك ، وأمثال ذلك عند الاهتمام بقضاء الحاجة وإجابة السؤال. بل قد يذكر غيره تعالى في بعض الأوقات فيقال : بالنبي أصدقني الخبر ، أو : بجدّك أو بأبيك إلّا ما فعلت ذلك. والقرآن الكريم قد نزل على لسان القوم ، والله تعالى يتكلم معهم بالمتعارف عندهم ، وربما أخذهم بما يتكلمون كما فيما نحن فيه. فالناس ـ بالحقيقة ـ يستعملون هذا الأسلوب حين يريدون قضاء حاجاتهم ، ويتساءلون بالله حتى لا يتسامح الإنسان فيما يسأله أخوه بالله (وَالْأَرْحامَ)