(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (١٤٩) بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (١٥٠) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (١٥١) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢))
١٤٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...) نلفت النظر الى أن توجيه الخطابات الربانية في الكتاب الكريم ـ فيما عدا مخاطبة النبي (ص) هو موجّه الى المؤمنين لأنهم ذوو الشأن وأهل عنايته سبحانه ، فلا بد أن يوجهها الى مصداق عنايته التي ليس لها ـ بعد النبي وأهل بيته (ع) ـ إلا المؤمنين. أما غيرهم فلا يأبه الله تعالى بهم. وفي هذه الشريفة يقول عز اسمه لهم : (إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) أي إذا أطعتموهم وسايرتموهم وخالطتموهم وكانت بينكم وبينهم مودة ، لا يرفعون أيديهم عنكم حتى يدخلوكم في دينهم ويردوكم الى الجاهلية ، أي الى عكس دينكم الحق ، ، لأن الانقلاب على الأعقاب هو الرجوع عن وجهة القصد (فَتَنْقَلِبُوا