فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (١٤٥) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١٤٧) فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨))
١٤٢ ـ (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ..) أي : بل ظننتم. والاستفهام في مقام الإنكار ، ومعناه : لا تحسبوا هكذا ، فإن ظنكم خطأ ، لأن دخول الجنة معلول الجهاد في حال إقامته. فلن تدخلوا الجنة (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) أي قبل جهادكم ، ولم تجاهدوا حتى يعلم الله وهو عالم في كل حال كما قلنا ولكن لتكونوا في صف المجاهدين الذين يستحقون دخول الجنة (وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) أي : ولما كان صبر الصابرين محّققا في الخارج ، فبتحققه تعلق العلم به خارجا. والحاصل أنه إذا حصل جهاد المجاهدين ، وتحقق صبر الصابرين في ضمن الجهاد ، فبتحققها يعلم الله المجاهدين منكم ويعلم الصابرين أي يشاهد ما هم عليه ، وقد نصب الفعل : يعلم ، بأن المضمرة ، والواو هنا للجمع.
وتوضيح الآية الشريفة بتعبير آخر ، هو أنه تعالى يقول مخاطبا أمة محمد