قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٢ ]

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٢ ]

    120/544
    *

    وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يرد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات. فراية مع عجل هذه الأمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ .. فيقولون : أما الأكبر فحرّفناه ونبذناه وراء طهورنا ، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه. فأقول : ردوا الى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم .. ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الأمة فأقول لهم : ماذا فعلتم بالثقلين من بعدي؟ .. فيقولون : أما الأكبر فحرّفناه وخالفناه ، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه ، فأقول : ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم .. ثم يرد عليّ راية مع سامري هذه الأمة ، فأقول : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ .. فيقولون : أما الأكبر فعصيناه وتركناه ، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه ، فأقول : ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم .. ثم يرد عليّ راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم ، فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ .. فيقولون : أما الأول فمزقناه وبرئنا منه ، وأما الأصغر فقاتلناه وقتلناه ، فأقول : ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم .. ثم يرد عليّ راية إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين فأقول لهم : ماذا فعلتم بالثقلين من بعدي؟ .. فيقولون : أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه ، وأما الأصغر فأحببناه وواليناه ونصرناه حتى أهريقت فيه دماؤنا ، فأقول : ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم. ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الآية الى قوله : (هُمْ فِيها خالِدُونَ ..)

    ١٠٨ ـ (تِلْكَ آياتُ اللهِ ..) أي التي قد جرى ذكرها سن الوعد والوعيد هي حجج الله وبيناته وعلاماته (نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) نقرأها ونقصها عليك متلبسة بالحكمة والصواب (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) هذه جملة مستأنفة يحتمل أن يكون قد ذكرها سبحانه لينبّه الى أنه تعالى لا زال مصدرا للأمور الحسنة ولا يصدر منه أدنى قبح أبدا ، ويستحيل عليه الظلم لأن فاعل الظلم والقبح إما أن يكون جاهلا بقبح عمله وظلمه وإما أن يكون محتاجا الى فعله لدفع ضرر أو جرّ نفع ، والله يتعالى عن ذلك علوا