لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١))
٩٨ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ ..) خصص أهل الكتاب بالخطاب ، لأن الكفر بالآيات وإن كان قبيحا من كل مخلوق بشري ، لكنه منهم أقبح ، فإنهم قارءون للتوراة والإنجيل ، وقريبو عهد بملة إبراهيم عليهالسلام. والحاصل أنه فرق بين من هو قائل بإله وبنبي وكتاب سماوي ، وبين من لا يقول بواحد من ذلك كالطبيعيين والدهريين والزنادقة. فقد أمر سبحانه بسؤال أهل الكتاب (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) أي تجحدونها وتنكرونها. ولعل المراد بالآيات هو ما دل على صدق محمد صلىاللهعليهوآله ، وصدق كتابه وما جاء به من عند ربه من الأخبار الغيبية وسائر كراماته ومعجزاته الخالدة التي حفلت بها بطون الكتب والأسفار. ومن ذلك ما هو مدون في التوراة والإنجيل من اسمه واسم أبيه وعلائمه وجميع ما يدخل في تعيينه والدلالة عليه بالذات ، وبحيث لا يبقى لليهود ولا للنصارى أية شبهة في أن هذا المولود في مكة ، الموجود فيها ، القائم بالدعوة الى الله ، هو الذي عنته التوراة ووصفه الإنجيل وبشّرا به معا كخاتم لرسل الله وأنبيائه. فإنكار أهل الديانتين له صلىاللهعليهوآله ، إنكار منهم لأمر كان بديهي الضرورة. واضحا كالشمس في رابعة النهار وكالنار على المنار. فظهر من