فإنها لك عوض لما فاتك. فقال رسول الله (ص) : انظروا إلى البرّ ما بلغ بأهله.
أما القتيل فقال عنه ابن عباس : كان شيخا مثريا ، قتله بنو أخيه وألقوه على باب غيرهم كما مرّ فسألوا موسى وأمروا بذبح البقرة ليضرب القتيل ببعضها فيعود إلى الحياة ويخبر عن قاتله ..
فلمّا تمّت صفات البقرة اشتروها (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) أي فعلوا ذلك ببطء وكانوا يريدون أن لا يفعلوا ذلك : إمّا لغلاء ثمنها. وإمّا خوف فضيحة القاتل ، وإمّا لجاجا في العناد كما هي عادتهم.
* * *
(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢) فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٧٣) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤))
٧٢ ـ (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً) ... خوطب الجميع لوجود القتل فيهم أو لمداهنة غير المباشرين معهم ، الكاشفة عن رضاهم بفعلهم ، لكون القاتل معلوما عند أكثرهم من القرائن ، غير أن المصلحة اقتضت إظهاره بهذه الكيفية. (فَادَّارَأْتُمْ فِيها) أي اختلفتم وتخاصمتم ، وأصل الفعل تدارأتم فأدغمت التاء بالدال