الشريف ، وتسلية عمّا كان يقاسيه من مخالفة اليهود وجحودهم ، وليكون ذلك تنبيها لهم وحجّة عليهم تدمغ إخلادهم إلى الضلالة وبقاءهم على الإلحاد بأوامر الله ، وتحذيرا لهم من أن يحلّ بهم ما حلّ بأسلافهم.
٦٦ ـ (فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها) : الضمير في جعلنا يعود إلى الأمة التي مسخت قردة. وهم أهل أيلة ، القرية التي على شاطئ البحر كما هو المرويّ عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام. وقيل إنه قصد المسخ والقرديّة (نَكالاً) عقوبة (لِما بَيْنَ يَدَيْها) لمن حضرها وشاهدها (وَما خَلْفَها) ولمن يأتي بعدها من الأمم ومن ذوي العقول ـ بقرينة المقام ـ فإن قضية المسخ كانت وما زالت عبرة لكل معتبر من الأوّلين والآخرين (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) أي أنها نصح وتذكير لمن كان متّقيا منهم أو من غيرهم.
* * *
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٦٧) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (٦٨) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (٦٩)