بقصد العبادة. وسجود الملائكة كان تعظيما لله وتكرمة لآدم عليهالسلام ، كالتكرمة بالسجود على التربة والأفضلية بأن يكون على تربة قبر الحسين سلام الله عليه تكرمة لها كما روي عن أئمة هداة الأمة صلوات الله عليهم أجمعين .. وقيل إن اللام في (لآدم) بمعنى إلى. فجعل آدم قبلة لهم. وهذا خلاف ظاهر الآية الكريمة.
(فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) الذي إنما دخل في الأمر لكونه منهم بالولاء. ولم يكن من جنسهم لأنه (كان من الجنّة ففسق ..) (أَبى وَاسْتَكْبَرَ) عما أمر به ، وترفّع على آدم ، وامتنع عن تعظيمه والتخضّع له مع علمه بأن آدم أفضل منه ومن الملائكة ، وأعلم وأجلّ شأنا وأرفع درجة ، وأسمى مقاما ، وكان ينبغي له أن لا يمتنع عن امتثال امر مولاه في السجود لآدم. ولكنه حسده وخالف أمر ربّه (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) وصار منهم باستكباره واحتقاره لنبيّه عليهالسلام!. وعن القمّي عن الصادق عليهالسلام : الاستكبار هو أول معصية عصي الله بها إذ قال إبليس : ربّ اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل. وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنه أول من كفر وأنشأ الكفر لعنه الله.
٣٥ ـ (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ... أنت : تأكيد للمستكن ليعطف عليه (الجنّة) اللام فيها للعهد ، والمعهود هو هذه. وقيل هي من جنان الدنيا تطلع وتغرب فيها الشمس والقمر. وبناء عليه يحمل الهبوط ـ أي النّزول ـ الذي أمروا به على الانتقال كما في قوله : (اهبطوا مصر) ، في قضية موسى (ع) وبني إسرائيل. ولكنّ الظاهر من الآيات ومن لفظة (اهبطوا) وخلق آدم في السماء كما هو ظاهر كثير من الروايات ، بل صريحها. أنّ الجنة هي جنة سماوية ، أكانت جنة الخلد أم غيرها. أمّا استبعاد إخراج من دخل جنّة الخلد فجوابه أنه ليس الخروج منها بمحال عقليّ ولا شرعيّ. نعم