وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٣٤) وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (٣٦) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٩))
٣٠ ـ (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) ... إنه تعالى لمّا ذكر نعمة خلق الأرض والسماوات وبني آدم بكيفية مذكورة ، وخلق ما ينتفعون به في الدارين ، أخذ بالتّنبيه إلى نعمة أخرى عليهم ، وهي نعمة خلق أبيهم آدم عليهالسلام وإكرامه وتفضيله على الملائكة. فليني آدم الفخر بأن خلق عزوجل هذا الأب بيد قدرته بالمباشرة ولم يخلق غيره هكذا لا قبله ولا بعده فيما نعلم. فهذه خصوصية له لا لغيره حتى من الأنبياء (ع) ومن دونهم من الأولين والآخرين.
الملائك : جمع ملأك ، كالشمائل والشّمأل. والتأنيث للجمع. قال جمع كثير من أهل الإسلام إنهم أجسام لطيفة قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة.