أموركم الأخرويّة ، ولتكونوا بواسطته على بصيرة من دينكم ، فتعملون لما فيه الرّضوان ، وتتركون ما يؤدي إلى عذاب النيران.
(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) أي وجّه قدرته وإرادته لخلقها بعد خلق الأرض وبثّ ما فيها (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) أي جعلهن مستويات طبق النظام الأحسن والأصلح. وهذه الجملة مفسّرة لقوله تعالى : ثم استوى .. أو بدل منه (١). (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) عارف خبير ، لأن خلق هذه المذكورات على النهج المتقن الأكمل لا يمكن إلا من العالم بكنه الأشياء وحقيقتها.
* * *
(وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٠) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣١) قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢) قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ
__________________
(١) القول بالتّسع ممنوع لكفاية السّبع في نظام الأحسن لصريح الآية. ولو كان لازما بأن كان له دخل فيه لخلق ، ومن عدمه نستكشف العدم. وعلى فرض الدخل وثبوته فبضمّ العرش والكرسي الى السماوات السبع.