قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

    220/371
    *

    أنه قريب لكل شيء. قال سبحانه : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ). فقربه ليس باجتماع كقرب بعضنا مع بعض. وبعده ليس بافتراق كبعدنا بالفرقة والبينونة. ومعيّته مع الأشياء ليس بالممازجة أو المداخلة ، كما أن مفارقته ليس بمباينة ولا مزايلة. والحاصل أن معنى الآية الشريفة : أني قريب أسمع دعاءهم كما أن القريب يسمع من يناجيه (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) وفي هذا تقرير للقرب ووعد للداعي بالإجابة وأثبت الياء بشر وأبو عمرو ، وفيهما وصل (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) أي يجب أن يجيبوني فيما دعوتهم إليه من الإيمان والطاعة (وَلْيُؤْمِنُوا بِي) هذه الجملة أمر بإحداث الإيمان والثبات عليه ، أو أمر بالتصديق بقدرته تعالى على إعطاء سؤلهم (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أي : يهتدون إلى إصابة الحق والدين المستقيم ، ويعترفون بأني مجيب لدعوتهم على تقدير صلاحهم فيما دعوني. وفي الكافي عن الصادق عليه‌السلام أنّ : من سرّه أن تستجاب دعوته فليطيّب مكسبه. وعنه عليه‌السلام : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربّه شيئا إلّا أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ولا يكون له رجاء إلّا عند الله عزوجل ، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلّا أعطاه. والقمّي عن الصادق عليه‌السلام أنه قيل له : إن الله تعالى يقول : ادعوني استجب لكم ، وإنّا ندعوه فلا يستجاب لنا. فقال : لأنكم لا تفون بعهد الله ، وإن الله يقول : (أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ). والله لو وفيتم لله لوفى لكم!!

    ١٨٧ ـ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) ... الرّفث هو الإفصاح أي الإظهار والإيضاح. وهو هنا كناية عن الجماع بمعنى الوطء ، لأنه قلّما تخلو المواقعة عن الإفصاح وظهور ما يكنّى عنه بالرّفث. وأما شأن نزول هذه الآية فهو ما قاله الصادق عليه‌السلام من أن الأكل كان محرّما في شهر رمضان بالليل بعد النوم ، وكان النكاح حراما بالليل والنهار. وكان رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقال له مطعم بن جبير نام قبل أن يفطر،