حضوره في بعض الشهر أو كلّه. (فَلْيَصُمْهُ) أي فليصم فيه (وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ) أي في سفر وعلى غير استقرار وإقامة (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) كرّر تأكيدا لوجوب الإفطار والقضاء ، وأن الإفطار عزيمة ، وقد مضى تفسيرها. ولا يجب التتابع في قضاء أيام المرض والسفر ، بل هو على التوسّع عندنا ، وإن كان الظاهر استحباب التتابع بمقتضى قوله تعالى : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ ...) الآية. أما مستمرّ المرض من رمضان إلى رمضان الآخر فيكفّر عن كل يوم بمدّ ولا قضاء عليه للأخبار المخصّصة للآية الشريفة. فإن فرّط الذي يقضي الصوم في القضاء حتى دخل رمضان آخر لزمه الفدية والقضاء (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) أي في أكثر أموركم إن لم يكن في جميعها ، ومن جملة ذلك ما أمركم بالإفطار في المرض والسفر ، وما رخّص به للشيخ والشيخة من الإفطار ولذوي العطاش كذلك ، ونفى الحرج في الدّين ، ونفى الضرر فيه وأمثال ذلك من التسهيلات الكثيرة بحيث سمّي ديننا بدين السمحة الحنيفية (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) هذه الجملة علّة للأمر بمراعاة عدّة ما أفطر في شهر رمضان من أيام المرض والسفر وقضائها بعد البرء والإقامة (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) يمكن أن تكون علة لتعليم كيفية القضاء ، أي لتعظّموه وتبجّلوه بالثناء عليه لهدايتكم إلى العلم بكيفية العمل. أو تكون علة لما هداكم إليه من تكبير ليلة الفطر عقيب أربع صلوات : المغرب والعشاء الآخرة والغداة وصلاة العيد على مذهب الخاصة (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعم الله ، من إسقاط الصوم عن العجزة الذين ذكرناهم ، ومن إرادته اليسر عن عباده دون التكاليف العسرة الشاقّة. ومن اليسر تنقيص صلاة المسافر مع أنه قادر على التمام بلا شك.
١٨٦ ـ (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي) ... سأل أعرابيّ النبيّ صلىاللهعليهوآله : أقريب ربّنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه؟ .. فنزلت الآية : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب. وقربه كونه مع الإنسان ، بل مع كل شيء. فلذا نقول