الاختياري ، والحق هو الأول من القولين أما الشكر فهو ما قابل النعمة من قول أو عمل أو اعتقاد. ومن الشكر الحمد على النعمة وهو أظهر أفراده وشعبه دلالة عليه ، لخفاء الاعتقاد ، واحتمال عمل الجوارح. ولذا قال (ص): «الحمد رأس الشكر ، ما شكر الله من لم يحمده» فجعله كأشرف الأعضاء ، فكأن الشكر منتف بانتفائه. ونقيضه الكفران.
والحمد مبتدأ وخبره الظرف ـ أي لله ـ وهو من المصادر التي تنصب بأفعال مضمرة. فأصله النصب ، وعدل إلى الرفع ليفيد الثبات دون التجدد والحدوث. ولامه يحتمل أن يكون للجنس أو الاستغراق أو العهد ، أي حقيقة الحمد أو كلّ أفراده أو أكملها ، أي المعهود من الحمد بين العبد ومولاه هو أكمل أفراده ثابت له تعالى على وجه الاختصاص كما تفيد اللام ولو بمعونة المقام.
ربّ العالمين : مالكهم وسائسهم ، أي مدبّر أمورهم على ما ينبغي.
والرب مصدر ، بمعنى التربية ، وهي تبليغ الشيء كماله المقدّر له تدريجيّا ، وصف به سبحانه للمبالغة على ما قيل. بيان ذلك أنه لا يقدر أحد تبليغ الموجودات طرا إلى كمالها ـ كلّ على حسبه تدريجيّا ـ إلّا الله. فهذا من أوصافه الخاصة به جلّ وعلا التي تدل على أن قدرته فوق ما يتصوّر من القوى ، ولا يطلق على غيره تعالى إلّا مضافا : كربّ الدار ، أو مجموعا : كالأرباب. لكنه فيه تعالى كما يطلق مفردا يستعمل مضافا كقوله (ص): «ربّ الماء والتراب واحد».
والعالم : اسم لما سوى الله ، أو اسم لما يعلّم به كالطابع ، غلبت في كل جنس مما يعلم به الصانع تعالى من الجواهر والأعراض ، كما يقال : عالم الأرواح ، وعالم الأفلاك ، وعالم العناصر. ويطلق على مجموعها أيضا