اليهود من عدم دخول غيرهم إلى الجنة. والمعنى : نعم سيدخلها من أسلم وأخلص نفسه لله حينما سمع الحق فلم يشرك به غيره (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في عمله ، يقابل نعم الله تعالى بالإحسان حين يقابلها غيره بالإساءة (فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ) أي ثوابه الذي يستحقّه بحسب أعماله الطيّبة التي تقتضي الثواب. ويجوز أن يكون : من أسلم مبتدأ ، ومن تتضمّن معنى الشرط ، وجوابه : فله أجره ، معطوفا على : يدخلها. (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) ليس عليهم خشية ولا وحشة حينما يخاف الكافرون مما يشاهدونه يوم الفزع الأكبر من العذاب والعقوبات الشديدة المعدّة للعصاة ، (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) بل يفرحون لأنهم مبشّرون عند موتهم بالجنة قد أتتهم بالبشارة ملائكة الرّحمة ففرحوا بها وبرؤية المبشّرين بها فرحا عظيما ، بخلاف الكفار الذين تأتيهم ملائكة العذاب عند نزع أرواحهم وتستقبلهم بوجوه لو لم يكن لهم عذاب إلّا رؤيتها لكفتهم عند فراق الدنيا ، فكيف بأحوالهم يوم يبعثون وفي النار يسجرون؟.
١١٣ ـ (قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) ... أي ليسوا على عقيدة يعتدّ بها ويعتنى بشأنها ، فكيف بادّعائهم أنهم أهل دين أو كتاب أو شريعة ، وفي هذا القول مبالغة عظيمة (وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) نزلت هذه الآية الشريفة حين قدم وفد نجران على الرسول (ص) ، ومن بعض الطّرق أن أحبار اليهود أتوهم وتقاولوا بذلك (١) عنده (ص). فالله سبحانه يحكي
__________________
(١) قال الحسن السّبط عليهالسلام : إنما نزلت لأن قوما من اليهود وقوما من النصارى جاؤا إلى رسول الله (ص) فقالوا : يا محمد اقض بيننا. فقال عليهالسلام : قصّوا قصتكم عليّ. فقالت اليهود : نحن المؤمنون بالله الواحد الحكيم وأولياؤه. وليست النصارى على شيء من الدين والحق. وقالت النصارى : بل نحن المؤمنون بالله الواحد الحكيم وأولياؤه ، وليست اليهود على شيء من الحق والدين. فقال رسول الله (ص) : كلّكم مخطئون مبطلون فاسقون كافرون بدين الله وأمره. فقالت اليهود : كيف نكون كافرين وفينا كتاب الله التوراة نقرأه؟. وقالت النصارى : وكيف نكون كافرين وفينا كتاب الله ـ