والاسم من السّمو : بفتح السين وسكون الميم ، وهو مصدر (١) فمعناه جعل الاسم. فحذف عجزه وسكن أوّله وزيدت همزة مبتدأ بها ، يشهد بمبدإ اشتقاقه التكسير والتصغير اللذان يردّان الأشياء إلى أصولها.
أو من السّمة : وأصله أي مصدره : وسم ، معناه العلامة بالكيّ ونحوه. وحذفت الواو ، وعوّض عنها الألف.
ولم يقل سبحانه : «بالله» لأن التبرّك باسمه أدخل في الأدب مضافا بأن التبرّك بالاسم يلازم التبرّك بالذّات بالأولى بخلاف العكس وليعمّ كل أسمائه.
الله : أصله إله. حذفت الهمزة وعوّض عنها أداة التعريف فصار مختصّا بالمعبود بالحق بالغلبة ، بخلاف الإله فإنه كان لكل معبود ، ثم غلب في المعبود بالحق. وهو من : أله بالفتح ، بمعنى : عبد أو تحيّر ومعنا هما عام. وبالكسر (أله) بمعنى سكن أو فزع أو ولع لأنه معبود تتحيّر فيه العقول وتطمئنّ بذكره القلوب ويفزع إليه ويولع بالتضرّع لديه. وقيل أصله لاه (مصدره : ليها ولاها) بمعنى احتجب وارتفع. وأدخلت عليه الأداة فصار علما شخصيّا للذّات المقدّس الجامع لكل كمال ، لا اسما لمفهوم واجب الوجود ، وإلّا لم تفد كلمة شهادة التوحيد ، لاحتمال اعتقاد قائلها تعدّد أفراد ذلك المفهوم العام ، وعورض بأنه لو كان كذلك لم يفده (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) لجواز علميّته لأحد أفراد الواجب مع عدّهم السورة من أدلة التوحيد. ويجاب بأن ذيلها يفيد الواحديّة ، وصدرها الأحديّة ، أي نفي قبول القسمة بأنحائها.
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) : صفتان مشبّهتان من رحم بكسر عين الفعل ، كغضبان من غضب ، وعليم من علم. والرحمة هي رقّة القلب المقتضية للإحسان. واتّصافه تعالى بها باعتبار غايتها التي هي فعل ، لا مبدئها الذي هو
__________________
(١) سما يسمو سموا الرجل زيدا ، أي جعل اسمه زيدا.