قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

    12/371
    *

    ١ ـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) :

    هي آية من كلّ سورة عدا براءة بإجماعنا (١) وغيرنا ، بين موافق لنا ومخالف. وذكر الموافق والمخالف ليس فيه كثير فائدة.

    والباء للاستعانة ، ويترجّح ذلك بأن الإنسان في جميع أموره يطلب الإعانة منه سبحانه ويشعر بكثرة مدخليّة اسم الله تعالى في تسهيل أعماله. فكأنّه جعل اسمه تعالى آلة للفعل مشعرا بزيادة مدخليته فيه حتى كأنه لا يوجد بغيره.

    أو للمصاحبة ، والحجة فيه التبرّك باسمه تعالى ، أدخل في أدب الإسلام من أجل الرّد على المشركين الذين كانوا يتبرّكون بأسماء آلهتهم كاللات والعزّى وغيرهما. والحق أن التبرّك يحصل بكلّ من الاستعانة والمصاحبة ، ولا فرق بينهما عند النظر الدقيق.

    والسورة مقولة على ألسنة عباده على ما هو الرائج بينهم في محاوراتهم تعليما للتبرّك باسمه وحمده ومسألته. ومتعلّق الظّرف فعل مقدّر مؤخّر ، لأهمية اسمه تعالى وقصر التبرك عليه سبحانه. هكذا : «بسم الله أتلو». حذف المتعلّق لدلالة الحال عليه ، أو لأن كل فعل يضمر له ما يناسبه المقام ، مثلا في الذبح والحلّ والارتحال : «كأذبح ، وأحلّ ، وأرتحل». أو يقدّر من الإبهام العام : «كأبدأ ، وأعمل ، وأفعل.» من الأفعال العامة المبهمة ، ما يناسب كل فعل وفعله.

    __________________

    (١) ويدل عليه روايات نذكر منها ما جاء في تفسير العيّاشي عن يونس بن عبد الرحمن ، عمّن رفعه ، قال : «سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) إلخ .. قال : هي سورة الحمد ، وهي سبع آيات منها بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ». ولا يخفى أن المناسبة تقتضي أن يكون ذكر هذه الرواية عند قولنا في بيان وجه تسمية السورة المباركة بالحمد.