قال شارح الطحاوية بعد ذكره لهذا الحديث : «ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيمانا بالله بدون إيمان القلب ، لما قد أخبر فى مواضع أنه لا بد من إيمان القلب فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو الإيمان. وأى دليل على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فوق هذا الدليل فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق ، للعلم بأن هذه الأعمال لا تفيد مع الجحود» (١).
وحديث شعب الإيمان من الأدلة القوية التى ذهب إليها أيضا. ذكر ابن مندة عن محمد بن نصر المروزى (٢) : «وقد جاء الخبر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان فجعل الإيمان شعبا بعضها باللسان والشفتين وبعضها بالقلب وبعضها بسائر الجوارح فشهادة أن لا إله إلا الله فعل اللسان تقول : شهدت أشهد شهادة والشهادة فعله بالقلب واللسان لا اختلاف بين المسلمين فى ذلك ، والحياء فى القلب ، وإماطة الأذى عن الطريق فعل سائر الجوارح» (٣).
__________________
(١) شرح العقيدة الطحاوية ص : ٣٨٩.
(٢) ثقة حافظ إمام مصنف توفى سنة ٣٩٤ ه. تقريب : ٢ / ٢١٣.
(٣) الإيمان : ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢.