العهد العباسى
وبالتحديد في بداية القرن الثالث أثار هذه المسألة بشر المريسي وابن أبى دواد وظهورها فى هذه الفترة اختلف عن ظهورها فى أيام الجعد
الّذي كان مصيره القتل. ففى هذه الفترة استخدم المبتدعة السلطة ـ وهو ما عنيته
بالاختلاف ـ وحاولوا بكل الطرق إيصال هذا المذهب إلى الناس وإجبارهم على اعتقاده
ولا حاجة إلى تفصيل ذلك فقد أعطى من الشرح والتفصيل ما يفى بالغرض إلا أنى أشير
إلى أن الخليفة العباسى الملقب بالمأمون ـ والمشبع بأفكار المعتزلة المتحمس لترويجها وجعلها مذهبا
لعامة المسلمين ـ خاض معركة شرسة مع أئمة السنة لإجبارهم على القول بخلق
القرآن وكان على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ، وقد استخدم معه بالذات كل السبل من
حوار وتهديد وقهر إلا أنه رحمهالله كان صامدا ثابتا على الحق ، ومات المأمون وخلفه أخوه
المعتصم وفعل ما فعله أخوه وزاد عليه
__________________