الشهيد الاُولى ، ثمّ قابلها بنسخته الثانية ، وحكى المجلسي الثاني نصّ عبارة الجبعي فقال :
«وعارضتها بنسخة أُخرى بخطّ الشيخ ابن مكّي ، مكتوبة في سنة ستّ وسبعين وسبعمائة ، وهي مكتوبة : من النسخة التي كتب منها الأُولى ، قال : وكتب العبد متتبّعاً ما يحتاج إليه سوى بعض مصطلح الكتاب من ترك لفظ الهمزة وإثبات الألف في فعل لامُهُ واو ونحوه».
وهذه النسخة التي وصلت إلينا هي النسخة الأُولى من النسختين ، وكان تاريخ كتابتها ١١ شعبان المعظّم سنة ٧٧٢ هـ ، أي أربعة عشر عاماً قبل استشهاده ، كما أخبر بذلك الشهيد في الصفحة الثانية ، وسيأتي بيانه.
وقد كتب الشهيد ؛ في آخر هذه الصحيفة دعاء السمات المعروف بدعاء الشبّور ، وهذا الدعاء من الدعوات المشهورة بين أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ غاية الاشتهار ، ويواظبون عليه في جميع الأعصار والأمصار.
وقال الشهيد في أوّله : «نقلت من خطّ بعض الأصحاب أظنّه عجميّاً هكذا دعاء السمات وهو المعروف بدعاء الشبّور ..» ، وهو بعينه ـ سنداً ومتناً ـ مثل ما جاء في بحار الأنوار برواية ابن عيّاش الجوهري(١).
ثمّ كتب في الصفحة الأخيرة من المخطوطة أشكالاً ، وقال قبلها : «نقل هذا الشكل على هذا الترتيب سلطان النقباء علاء الملك الماضي ، من خطّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ونقله من خطّه الصدر حسام الدّين المنجّم البلخي ، ونقله من خطّه شمس الدّين البدخشي ، ونقله من خطّه الحكيم الفاضل مجد الدّين الخياطي ، ونقله من خطّه المولى السعيد
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٠ / ٩٦.