«إنّي كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله تعالى ، ساعياً في طلب رضاه ، ولم يكن لي قرار إلاّ بذكر الله تعالى ، إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزمان صلوات الله عليه كان واقفاً في الجامع القديم في أصبهان ، قريباً من باب الطيني الذي هو الآن مدرسي ، فسلّمت عليه صلوات الله عليه ، وأردت أن أُقبّل رجله صلوات الله عليه ، فلم يَدَعني ، وأخذني ، فقبّلتُ يده ، وسألت منه ـ صلوات الله عليه ـ مسائل قد أشكلت عليّ.
منها : إنّي كنت أُوَسوس في صلاتي ، وكنت أقول : إنّها ليست كما طُلبت منّي ، وأنا مشتغل بالقضاء ، ولا يمكنني صلاة الليل ، وسألت من شيخنا البهائي ـ رحمه الله تعالى ـ فقال : «صلِّ صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد القضاء ، وصلاة الليل» ، وكنت أفعل هكذا.
فسألت من الحجّة صلوات الله عليه : أُصلّي صلاة الليل؟
فقال ـ صلوات الله عليه ـ : «صلّها ، ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل» إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.
ثمّ قلت : يا مولاي ، لا يتيسّر لي أن أصِلَ إلى خدمتك كُلّ وقت ، فاعطني كتاباً أعمل عليه دائماً ، فقال ـ صلوات الله عليه ـ : «أعطيت لأجلك كتاباً إلى مولانا محمّد التاج» ، وكنت أعرفه في النوم ، فقال ـ صلوات الله عليه ـ : «رُح وخُذ منه».
فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلاً لوجهه عليهالسلام إلى جانب دار البطيخ ، محلّة من أصبهان ، فلمّا وصلت إلى ذلك الشخص ، فلمّا رآني ، قال لي : بعثك الصاحب ـ صلوات الله عليه ـ إليّ؟
قلت : نعم ، فأخرج من جيبه كتاباً ففتحته فظهر لي أنّه كتاب الدعاء ،