بواسطة تلامذته في القرن التاسع(١).
وبعدهم في القرن العاشر : الشهيد الثاني زين الدين بن عليّ رحمهالله(ت ٩٦٥ هـ) ، حيث قابل نسخته مع نسخة الشهيد وسعى في نشرها وبثّها وروايتها.
وفي القرن الحادي عشر كان الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي (ت ١٠٣٠ هـ) ، والمولى محمّد تقي المجلسي (١٠٧٠ هـ) ، ثمّ ولده العلاّمة محمّد باقر المجلسي رحمهمالله (١١١٠ هـ)(٢) ، مؤثّرين في شهرتها ونشرها في البلاد الإسلاميّة ، حيث تنتهي أسانيد الصحيفة في هذه القرون إلى هؤلاء الفطاحل ..
وقد أخبر المجلسيّ الأوّل رحمهالله ـ في شرح مشيخة الفقيه ، وفي بعض إجازاته للصحيفة السجّادية ـ عن المؤثّر الحقيقي الجوهري والعمدة في سبب انتشار هذه الرواية دون باقي نسخ الصحيفة ، وهي قصّة رؤياه ، ولمّا كانت مشتملة على حقيقة وتوجّه خاصّة على الرواية ، فلابأس أن ننقلها في هذا المقام ، وإن كانت مجرّد رؤيا ؛ لأنّها جزء من سبعين جزء من النبوّة ، وهي هذه :
__________________
(١) سيجيء ذكر تلامذة الشهيد الأوّل ، ومن روى الصحيفة عن الشهيد.
(٢) عدّ بعض تلامذة العلاّمة المجلسي رحمهالله له ـ في ذكر الكتب التي ينبغي أن تلحق ببحار الأنوار ـ : «الصحائف غير المشهورة التي عندكم». (بحار الأنوار ١١٠ / ١٧١)
وهذا الكلام يدلّ على وجود نسخ الروايات الأُخرى عند العلاّمة المجلسيّ ، ولكنّه رحمهالله اعتمد على نقله بالبداية على الرواية المشهورة ، وسعى على ترويج وتصحيح وتكثير هذه الرواية ، كما هو واضح ، وقليلاً ما نقل عن الروايات غير المشهورة ، واكتفى في نقله عنها بأدعية غير موجودة في المشهورة. (لاحظ : بحار الأنوار ٨٧ / ٣٠٨)