المبحث الثالث : الرواية المشهورة :
الرواية المشهورة ـ المتداولة في زماننا هذا ـ مرجعها إلى رواية ابن الأعلم المصري ، وأحمد بن مسلم بن المطهّر(١) ، كما يظهر ذلك من مقدّمات الصحائف ـ ومن جملتها نسخة الشهيد ، التي هي النسخة الأُمّ ، ومحلّ دراستنا ـ فإنّها جميعاً ذكرت هذين الطريقين في مقدّماتها.
وذلك أنّ الرواية المشهورة كانت مدمجة من الروايتين المذكورتين ، بمعنى أنّ راوي النسخة المشهورة جمع بين روايتين من روايات الصحيفة ، واتّخذ رواية ابن المطهّر ورواية ابن الأعلم ولفّق بينهما(٢).
وعلى أيّ حال ، فإنّ في الرواية المشهورة ميزات ، وهي :
١ ـ إنّ أكثر ـ بل جميع ـ طرق الإجازات للصحيفة ترجع إلى رواية هذه الصحيفة.
٢ ـ كما مرّ هذه الصحيفة جمعت بين رواية ابن الأعلم المصري وابن المطهّري.
٣ ـ اشتملت الصحيفة الكاملة ـ بتصريح المتوكّل بن هارون ـ على
__________________
(١) شرحنا حال رواة الصحيفة في دراسة مستقلّة وسننشرها إن شاء الله تعالى.
(٢) توجد من رواية ابن المطهّر نسخة منفردة ـ كما مرّ ـ وعدد الأدعية فيها «٤١» ، وتنقص «١٣» دعاء من الصحيفة الموجودة ، ومع هذا فقد جاء في مقدمة الصحيفة في ذكر الأبواب اسم ٥٤ دعاءً موجوداً حتّى اليوم ، وهذا لايوافق عبارة جامع الصحيفة بعد ذكر الأبواب : «وباقي الأبواب بلفظ أبي عبدالله الحسني ...» ، وساق الاسناد إلى ابن الأعلم ، ولعلّ الجامع سرد عناوين الأدعيّة الموجودة في رواية ابن الأعلم المصري ليميّز بينها وبين رواية ابن الأعلم ، ولكن النسّاخ أكملوا فهرس عناوين الأدعية ، التي وجدت في رواية ابن الأعلم ، والله أعلم.