وعلّل عليهالسلام هذا فقال :
«إِنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيها أَمْراً أَخَافُه أنا عَلَيكُما».
وبقيت كذلك ، إلى أن حال وقت ظهورها بما ينبغي لها أن تظهر ، مع مراعاة كلّ جوانب الدقّة والأمانة الملازمة للحيطة والحذر ، فدخلت البيوت ، بل القلوب ، وفاضت رشحاتها لتبعث في الأُمّة من جديد روح الأمل والحياة في عالم العبوديّة والولاء ..
الثالثة : يحتمل قويّاً أنّه كما سقطت عن الراوي الأوّل ـ أعني المتوكّل ـ بعض تلك الأدعية ، فذلك لم يرو بعضها الأُخر الراوون لها بدلائل مختلفة ، وهذا مرتبط باعتقاد الرواة ؛ لأنّ هذه الأدعية قد رواها عدّة من المحدّثين من الشيعة والسنّة.
فالراوون من الشيعة لم يدوّنوا وينشروا بعض تلك الأدعية ـ خوفاً وتقيّةً ـ واكتفوا بحفظها عن ظهر القلب ؛ لاشتمالها على ظلامات آل محمّد عليهمالسلام ، والشكوى من حكّام الجور في ذلك الزمان .. مثل : «دعاء الإمام السجّاد عليهالسلام على أهل الشام»(١) ، و :«دعائه عليهالسلام لمّا اشتُكيَ إليه من جور بني أُميّة»(٢) ، و :«دعائه على أعداء آل محمّد وظالميهم»(٣) أو الأدعية التي وردت منه عليهالسلام في «ذكر آل محمّد عليهم الصلاة والسلام»(٤) ،
__________________
(١) جاء هذا الدعاء في النسخة التي رواها ابن أشناس البزّار ، وعدّه المحقّق الأفندي من جملة الأدعية الأحد وعشرين الساقطة من أصل الصحيفة الكاملة. (انظر : الصحيفة الثالثة : ١٧ ـ ١٩)
(٢) الصحيفة الجامعة : ١٣٧ ـ ١٣٨ / ٦٩ وانظر تخريجاته في صفحة ٨٢٥ الرقم ٦٩.
(٣) الصحيفة الجامعة : ١٤١ / ٧١ و ١٤٢ / ٧٢ و ١٤٣ / ٧٣ و ٣٦٥ / ١٥٥ و ٣٦٧ / ١٥٦ و ٣٦٨ / ١٥٧ و ٣٦٨ / ١٥٨ و ٣٦٩ / ١٥٩ و ٣٧٢ / ١٦٠.
(٤) هذا الدعاء ـ مع تصريحه بالإمامة والوصاية لآل محمّد عليهمالسلام ـ ورد في بعض