البيعة إمّا أن يكون هدىً وتركه ضلالة ، أو يكون ضلالة وتركه هدىً.
هـذا ، فلو كان التأخّر ضلالة للأُمّـة وباطلا ، كان أمير المؤمنين عليهالسلامضلّ بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد اجتمعت الأُمّـة على أنّ عليّـاً عليهالسلام لم يقع منه ضلالة ألبتّـة.
سُـئل أبو الحسـن عليّ بن ميثم(١) ، فقيل : لِمَ صلّى أمير المؤمنين
__________________
(١) هو : علي بن ميثم العوفي ، أحد الرافضة ؛ بهذا الاسـم ترجمه ابن حجر ، وقال : «وهو مشـهور ، من أهل البصرة ، وكانت بينه وبين أبي الهذيل مناظرة في الفدية ذكرها أبو القاسـم التميمي في كتاب (الحجّة) ، قال : اجتمع عليّ بن ميثم وأبو الهذيل عند أمير البصرة ، فقال عليّ بن ميثم : أخبرني عن العقل مباح هو أو محظور؟ فلم يجبه.
فلمّا افترقا سـأله الأمير ، فقال : بأيّ شـيء كنت أُجيبه؟! إنْ قلتُ : محظور ؛ كـنتُ قد تابعتُـه ؛ وإن قلتُ : مباح ؛ قال : كنتَ تأخذ بذلك لك وحدك!».
وفي هذا دلالة على عظم شـأن عليّ بن ميثم في الحجاج والمناظرات ، حتّى يعجز مثل أبي الهذيل أمامه.
وورد عليّ بن ميثم في سـند روايتين للشـيخ الصدوق في «العيون» ، فقد روى في الأُولى : عن الحاكم أبي عليّ الحسـين بن أحمد البيهقي ، عن الصولي ، عن عون بن عمر الكندي ، قال : سـمعت أبا الحسـن عليّ بن ميثم يقول : وما رأيت أحداً قطّ أعرف بأُمور الأئمّـة عليهمالسلام وأخبارهم ومناكحهم منه ... إلى آخره.
وفي الثانية : عن تميم بن عبـد الله القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن عليّ الأنصاري ، قال : حدّثني عليّ بن ميثم ، عن أبيه ، قال : لمّا اشـتريت الحميدة أُمّ موسى بن جعفر عليهالسلام ... إلى آخره.
وبهذا الاسـم أورد له الشـيخ المفيد مناظرتين في «الفصول المختارة» مع أبى الهذيل العلاّف.
والظاهر أنّه عليّ بن إسـماعيل بن شـعيب بن ميثم بن يحيى التمّار ، أبو الحسـن ؛ قال النجاشـي : «كوفي ، سـكن البصرة ، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا ، كلّم أبا الهذيل ، والنظام ، له مجالس وكتب ...».
وقال الشـيخ : «وعليٌّ هذا أوّل من تكلّم على مذهب الإمامية ، وصنّف كتاباً في