ومن فقهائكم وعلمائكم : إبراهيم(١) ، الذي تخلّف عن (عليّ بن الحسـين عليهالسلام)(٢).
ومـن فـقهـائـكم : أبـو حنيفـة ، الـذي زعـم إشـعارَ البـدن مـثلـة فـلا إشعار(٣) ، وقد روت عائشـة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أنّـه كان يُشـعِر بدنَـه(٤).
__________________
(١) هو : إبراهيم بن يزيد النخعي ، وُصف بالإمام الحافظ ، فقيه العـراق ، وهو في عداد أهل الاجتهاد ومن أئمّة المذاهب المنقرضة ، وعدّه ابن قتيبة من الشـيعة ، خرّج له السـتّة ، وكان مطلوباً من الحجّاج ، فلمّا وصله خبر موته سـجد لله شـكراً وبكى من الفرح ، وكان يبغض المرجئة ويشـنّع عليهم ، وكان لا يأخذ بحديث أبي هريرة إلاّ ما كان من صفة جنّـة أو نار أو حـثّ على عمل صالح أو نهي عن شـرّ جاء به القرآن ، وكان الأعمش يعرض عليه الحديث فإذا كان فيه «عن أبي هريرة» يقول : «دعني من أبي هريرة».
وقد توفّي سـنة سـتّ وتسـعين ، وله تسـع وأربعون سـنة ، فتـكون ولادتـه سـنة سـبع وأربعين ؛ وعلى هذا يكون عمره يوم اسـتشـهاد الحسـين عليهالسلام أربعة عشـر عاماً أو أقلّ ، فالمؤاخذة على تخلّفه محلّ تأمّـل!
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٨ / ٣٨٨ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٣٣٣ ، الثقات ـ للعجلي ـ : ٥١٤ رقم ٢٠٦١ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٣٤١ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٤٤ ، حلية الأولياء ٤ / ٢١٩ ، طبقات الفقهاء ـ لأبي إسـحاق الشـيرازي ـ : ٧٩ ، تاريخ دمشـق ٦٧ / ٣٥٩ ـ ٣٦١ ، سـير أعلام النبلاء ٤ / ٥٢٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ١٧٧.
(٢) كذا في الأصل ، والظاهر أنّ الصحيح : الحسـين بن عليّ عليهالسلام.
(٣) انظر : مصنّف ابن أبي شـيبة ٨ / ٣٦٧ ، سـنن الترمذي ٣ / ٢٥٠ ذ ح ٩٠٦ ، الحاوي الكبير ٥ / ٤٨٩ ، المغني ـ لابن قدامة ـ ٣ / ٥٧٤ ، الشـرح الكبير ٣ / ٥٧٧ ، المجموع شـرح المهذّب ٨ / ٣٥٨.
(٤) مصنّف ابن أبي شـيبة ٨ / ٣٦٧ ح ٣ ، مسـند أحمد ٦ / ٧٨ ومواضع أُخر ، صحيح البخاري ٢ / ٣٢٥ ح ٢٧٧ ومواضع أُخر ، صحيح مسـلم ٤ / ٨٩ ، سـنن أبي داود ٢ / ١٥١ ح ١٧٥٧ ، سـنن النسـائي ٥ / ١٧٠ ، سـنن ابن ماجة ٢ / ١٠٣٤ ح ٣٠٩٨ ،