* وممّا رووه مخالفونا عن عبـد الله بن عمرو بن العاص ، الذي كان يقاتل عليّـاً عليهالسلام مع معاوية بصفّين ،(١) [قال : أتيت رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : «يطلع عليكم رجل من أهل النار ؛ وقد تركت أبي يتهيّأ ليلحقني ، فاطّلع علينا معاوية فسُـرِّي عنّي ؛ قال شـريك : ما كان أسـوأ ظـنّه بأبيه!](٢).
ومن رواتكم : كعب الأحبار(٣) ، الذي قام إليه أبو ذرّ رضیاللهعنه بين يدَي عثمان فضرب رأسـه حتّى شـجّه ، وقال : يا بن اليهودية! متى كان مثلك يتكلّم في الدين ، والله ما خرجت اليهودية من قلبك(٤).
__________________
(١) الظاهر أنّ هنا سـقطاً كما يقتضيه السـياق ، أتممناه من «الإيضاح».
(٢) الإيضاح ـ لابن شـاذان ـ : ٤٣ ، وانظر : كتاب صفّين ـ للمنقري ـ : ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، أنساب الأشراف ٥ / ١٣٤ ، مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب ـ للكوفي ـ ٢ / ٣١١ ح ٧٨٤ ، شرح الأخبار ٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ح ٤٥١ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٥ / ١٧٦.
(٣) هو : كعب بن ماتع الحميري (ت ٣٢ هـ) ، أسلم في عهد عمر بن الخطّاب وقرّبه وسـمح له بأن يقصّ ، ومن بعده عثمان ، وعن طريقه دخلت كثير من الإسـرائيليات في تراثنا الإسـلامي ؛ قال ابن كثير : «والأقرب في مثل هذه السـياقات أنّها متلقّاة عن أهل الكتاب ممّا وُجد في صحفهم ؛ كروايات كعب ووهب ، سـامحهما الله تعالى في ما نقلاه إلى هذه الأُمّة من أخبار بني إسـرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب ، ممّا كان وممّا لم يكن ، وممّا حُـرّف وبُـدّل ونُسـخ» ، وقد روى أبو هريرة عن كعب كثيراً من هذه الأخبار ؛ خرّج له أبو داود ، والترمذي ، والنسـائي.
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٩ / ٤٤٩ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٧ / ٢٢٣ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦١ ، تاريخ دمشـق ٥٠ / ١٥١ ، سـير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٩ ، تفسـير ابن كثير ٣ / ٣٥٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٨.
(٤) انظر : مسـند أحمد ١ / ٦٣ ، المقصد العلي في زوائد أبي يعلى ٤ / ٤٩٤ ح