فيه آية واحدة ، من العجائب! ألا يرى إلى مدح الله عليّـاً عليهالسلام حيث تصدّق على السـائل بخاتمه في ركوعه(١) ، وهذا المال الذي تعدّونه أنّ أبا بكر أنفقه على رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أزيد من الخاتم ، يا بئسـما تخلفون لأصحابكم من المدح الكواذب ، إنْ هذا إلاّ بهتان عظيم؟!
ورويتم أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سـمّى عثمان ذا النورين(٢) ، فقد فضّلتموه على أبي بكر وعمر ؛ لأنّ لكلّ واحد نوراً واحداً ؛ لقوله تعالى :
__________________
(١) وهو قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّـكُمُ الله وَرَسُـولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّـلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) سـورة المائدة ٥ : ٥٥.
وقد نزلت هذه الآية الكريمة لمّا تصدّق عليٌّ عليهالسلام بخاتمه وهو راكع على المسـكين بمحضر من الصحابة ، وكان قد سـأل ولم يعطه أحد ، وقد روى نزولها في عليّ عليهالسلام جمع من أئمّة الحديث والحفّاظ والمفسّـرين ، منهم : رزين العبدري في «الجمع بين الصحاح السـتّة» عن النسـائي ، كما في جامع الأُصول ٨ / ٦٦٤ ح ٦٥١٥ ، والطبراني في المعجم الأوسـط ٦ / ٢٩٤ ح ٦٢٣٢ ، وابن أبي حاتم في تفسـيره ٤ / ١١٦٢ ح ٦٥٤٩ و ٦٥٥١ ، وابن جرير في تفسـيره ٤ / ٦٢٨ ـ ٦٢٩ ح ١٢٢١٥ ـ ١٢٢١٩ ، والسُّـدّي في تفسـيره : ٢٣١ ، وأبو جعفر الإسـكافي في المعيار والموازنة : ٢٢٨ ، والبلاذري في أنسـاب الأشـراف ٢ / ٣٨١ ، والجصّاص في أحكام القرآن ٢ / ٦٢٥ ـ ٦٢٦ ، والحاكم في معرفة علوم الحديث : ١٠٢ ، والثعلبي في تفسـيره ٤ / ٨٠ ـ ٨١ ، والماوردي في تفسـيره ٢ / ٤٩ ، والخطيب في المتّفق والمفترق ١ / ٢٥٨ ح ١٠٦ ، والواحدي في أسـباب النزول : ١١٠ ـ ١١١ ، والبغوي في تفسـيره ٢ / ٣٨ ، وابن عسـاكر في تاريخ دمشـق ٤٢ / ٣٥٧ ، والسـيوطي في الدرّ المنثور ٣ / ١٠٤ ـ ١٠٦ عن الخطيب وعبـد الرزّاق وعبـد بن حميد وابن جرير وأبي الشـيخ وابن مردويه والطبراني وابن أبي حاتم وابن عسـاكر.
وقد صرّح العضد الإيجي في المواقف : ٤٠٥ ، والتفتازاني في شـرح المقاصد ٥ / ٢٧٠ ، والشـريف الجرجاني في شـرح المواقف ٨ / ٣٦٠ ، والقوشـجي في شـرح التجريد : ٤٧٦ بإجماع المفسّـرين واتّفاقهم على نزول هذه الآية في عليّ عليهالسلام.
(٢) انظر : معرفة الصحابة ١ / ٦٢ ـ ٦٣ رقم ٢٣٧ ـ ٢٤٠ ، الاسـتيعاب ٣ / ١٠٣٩ ، أسـد الغابة ٣ / ٤٨١ ، الإصابة ٤ / ٤٥٦ ، الاسـتغاثة ٢ / ٥٤.