[مال](١) كمال أبي بكر ، لقد زوّجني ابنته ، وأنفق علَيَّ أربعين ألف دينـار(٢).
قلت : هذا خبر مكذوب(٣) ؛ لأنّ النظر في الخبر أصحّ من الخبر ؛
__________________
(١) ما بين المعقوفتين أضفـناه من المصادر المذكورة أدناه ؛ لضرورة السـياق.
(٢) انظر : مسـند أحمد ٢ / ٢٥٣ و ٣٦٦ ، سـنن الترمذي ٥ / ٥٦٨ ـ ٥٦٩ ح ٣٦٦١ ، سـنن ابن ماجة ١ / ٣٦ ح ٩٤ ، مسـند أبي يعلى ٧ / ٣٩٢ ح ٤٤١٨ وج ٨ / ٣٠٨ ح ٤٩٠٥ ، مسـند الحميدي ١ / ١٢١ ح ٢٥٠ صدر الحديث ، الإحسـان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٤ ـ ٥ ح ٦٨١٩ و ٦٨٢٠ ، السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٥٦٣ ح ١٢٢٩ ـ ١٢٣٢ ، تاريخ دمشـق ٣٠ / ٥٦ ـ ٦٦.
وراجـع : الاسـتغاثة ٢ / ٢٩.
(٣) وأكذب منه ما روي عن عائشـة ، أنّها قالت : «فخرت بمال أبي في الجاهلية وكان ألف ألف أوقية» ؛ كما في : السـنن الكبرى ـ للنسـائي ـ ٥ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩ ح ٩١٣٨ ، والمعجم الكبير ٢٣ / ١٧٤ ح ٢٧٢ ، والسُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٥٦٤ ح ١٢٣٨ ، ومجمع الزوائد ٤ / ٣١٧ ، وكـنز العمّال ١٦ / ٥٦١ ح ٤٥٨٧٤ ..
وأنّه كان لأبي بكر ثلاثمئة وسـتّون كرسـيّـاً ، على كلّ كرسيّ حُلّة بألف دينار ؛ كما في عمدة التحقيق : ١٠٢.
وأنت جدّ عليم بأنّ ألف ألف أوقية تعني أربعين مليون درهم من الفضّة ، أو أربعة ملايين دينار ذهبي ، ولا يخفى ماذا يعني هذا المبلغ من الدراهم أو الدنانير آنذاك ، مضافاً إلى ثلاثمئة وسـتّين ألف دينار ثمن الحلل ، فضلا عن ثمن الكراسـي!!
هذا مع غضّ النظر عمّا يسـتلزم ذلك من فراش ورياض ، وغرف وإيوانات ، وخدم وحشـم ، وخيل وأنعام ، وغلال وضياع!
ولو قارنت هذا بنقود هذه الأيّام ، مع حسـاب مبدأ القيمة الحالية للعملة ، لبلغ عدّة مليارات من العملة الصعبة ، وهذا ما لم يتـأتّ لأحد من الغسـاسـنة والنعامنـة والتبابعة!
بل إنّ ثروة قريـش بأجمعها لا تكاد تبلغ عشـر العشـر من أموال الصدّيق هذه ، فقد ذكر أرباب السـير ، أنّه لم يبق بمكّة قرشي ولا قرشـية له مثقال فصاعداً إلاّ بعث به في عير قريش التي أراد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) التعرّض لها ، وكانت سـبباً في معركة