وفي حديث آخر ، أنّ الله ضرب الحقّ على لسـان عمر وقلبه(١) ..
فإن كان ما نقلوه حقٌّ ، فعمر أفضل من محمّـد ؛ لأنّ محمّـداً كان يؤدّي رسـالة ربّه عن ملَك واحد ، وقلتم : إنّ الله زاد عمر ملَـكاً ينطق على لسـانه(٢) ، وزاده ملَـكاً بين عينيه ، وزاده أنّـه ضرب بالحقّ على لسـانه ، وزاده أنّ السـكينة تنطق على لسـانه ، وهذا ممّا يوجب العصمة من الزلل والخلل ، وقد رويتم أنّ عمر بعكس ذلك ؛ لأنّـه كان يفتي في القضايا ، فيخطئ ويردّ عليه أمير المؤمنين ، فيرجع عن قوله ، ويعترف بخطئه ، فيقول : «لولا عليٌّ لهلك عمر»(٣) في كثير من الحكومات(٤) ، فكيف
__________________
(١) رواه بهذا اللفظ أحمد في مسـنده ٥ / ١٤٥ ، والطبراني في المعجم الأوسـط ١ / ١٣٤ ح ٢٤٩ ، وابن عديّ في الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٢١٩ ، وابن عسـاكر في تاريخ دمشـق ٤٤ / ٩٩ ـ ١٠١ و ١٠٤ ـ ١٠٥.
(٢) انظر : فضـائل الصحابـة ـ لأحمـد ـ ١ / ٣٢٣ ح ٣٤١ ، مناقـب عمر ـ لابن الجـوزي ـ : ٢٣٩ ، شـرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ١٧٩.
(٣) انظر : تأويل مختلف الحديث ـ لابن قتيبة ـ : ١٥٠ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٣ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٨١ ح ٦٥ ، تذكرة الخواصّ : ١٣٧ عن أحمد في الفضائل والمسند ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٨ و ١٤١ ، الرياض النضرة ٣ / ١٦١ ، المواقف : ٤١١ ، شرح التجريد ـ للقوشجي ـ : ٤٨٣.
(٤) كقضية المرأة التي ولدت لسـتّة أشـهر ، وأراد أن يرجمها عندما رُفعت إليه ، وعندما أمر برجم مجنونة قد زنت ، والمرأة التي نُكحت في عدتها ، والمكـرَهة التي زنت .. إلى غير ذلك ممّا اشـتُهِـر.
انظر : مصنّف عبـد الرزّاق ٧ / ٣٥٠ ح ١٣٤٤٤ ، سـنن سعيد بن منصور ٢ / ٦٦ ـ ٦٩ ح ٢٠٧٤ و ٢٠٧٨ ـ ٢٠٨٣ ، تفسـير ابن أبي حاتم ٢ / ٤٢٨ ح ٢٢٦٤ ، سـنن أبي داود ٤ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ح ٤٣٩٩ ـ ٤٤٠٢ ، مسـند أحمد ١ / ١٤٠ و ١٥٤ ـ ١٥٥ ومواضع أُخر ، مسـند أبي يعلى ١ / ٤٤٠ ح ٥٨٧ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٠٢ ح ١٠٠٣ ، الإحسـان بترتيب صحيح ابن حبّان ١ / ١٧٨ ح ١٤٣ ، المسـتدرك على الصحيحين ٢ / ٦٨ ح ٢٣٥١ وج ٤ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ ح ٨١٦٨ و ٨١٦٩ ، الجعديات