فقال : تدخلها إن شـاء الله تعالى.
ثمّ إنّ عمر جاء إلى جماعة من الصحابة ، وقال : والله ما نرضى بهذا الصلح ، ولا نعطي الدنيّة من ديننا ، ونحن على الحقّ وهم على الباطل ، فنجاهدهم في الله حتّى ندخل مكّة.
فلمّا سـمع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا منه أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلامفجلسـا تحت الشـجرة ونزلت ...(١) القوم الّذين خالفوا أمره.
ثمّ إنّ عمر ومن تابعـه أخـذوا أسـلحتهم وحملوا على قريـش من غير إذن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فصبروا لهم ، ثمّ كـرّوا عليهم ، فانهزم عمر ومن تابعـه.
فمن شـدّة هزيمتهم وقع بعضهم على بعض ، فتبعتهم قريـش ، فأمر رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّـاً أن يتلقّى قريشـاً ويبعدهم عن الصحابة ، وقام في وجه قريش وصاح بهم ، فارتعدوا ووقفوا ، فقالوا : إنّـه لابن عمّك في ما أعطانا من الهدنـة.
فرجعـت قريـش ، وندموا أُولئـك عمّـا كانوا عليـه من الخـلاف لرسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وجـاؤوا يعتـذرون ، فأقبـل عليٌّ عليهالسلام عليـهم يوبّخهـم ؛ وقـال(٢) : أَمـا إنّـي لـو أمرتـكـم بجهـاد قريـش كيـوم الخـنـدق ويـوم أُحـد تـفـرّون عنـهـم(٣) وتُـسْـلِمُـوني لـلقـوم لمّـا اسـتزلّـكم
__________________
(١) الظاهر أنّ هنا سـقطاً.
(٢) القائل هو النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٣) والذي يدلّ على فرارهم قوله تعالى : (إِذْ تُـصْعِدُونَ وَلاَ تَـلْوُونَ عَـلَى أَحَـد وَالرَّسُـولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمَّـاً بِغَمٍّ) سـورة آل عمران ٣ : ١٥٣ ، وقد