__________________
«فجاء عمر بن الخطّاب ، فقال : يا رسـول الله! ألسـنا على الحقّ وهم على الباطل؟! ... إلى آخـره.
وحقّاً ما نطق به عمر ، فإنّ قوله : «اتّهموا الرأي على الدين» هو ما ينبغي على كلّ مسـلم أن يلتزم به ، فالدين هو كتاب الله وسُـنّة رسـوله الثابتة قولا وفعلا وتقريراً ، والرأي هو الابتداع في الدين ، وكلّ بدعة ضلالة ، ولو تلطّفنا في القول لقلنا : هو اجتهاد في قبال النصّ ، وهو محرّم ؛ لأنّ فيه ردٌّ لكلام الله وسُـنّة رسـوله.
قال أحمد بن حنبل : لا تكاد ترى أحداً نظر في الرأي إلاّ وفي قلبه دغل.
انظر : فتح الباري ١٣ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩.
وعلى هذا ، ألا يعـدُّ من الرأي المتّهم في الدين منعُ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أن يكتب للمسـلمين كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، وهو ما يسـمّيه ابن عبّـاس برزيّـة يوم الخميـس؟!
وجمع الناس في رمضان على قارئ واحد ، أو ما يسـمّى بصلاة التراويح بعد أن نهى عنها رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وإمضاء طلاق الثلاث ، بعد أن كان على عهد رسـول الله وأبي بكر وسـنتين من حكم عمر طلاق الثلاث واحدة؟!
وإحداث التكبيرات الأربعة في الصلاة على الجنائز؟!
والتصرّف في الأذان بإسـقاط «حيّ على خير العمل» منه؟!
وإحداث التثويب في أذان الصبح ، وقد ثبت أنّ عبـد الله بن عمر لم يلتزم بما أحدثه أباه ، بل كان يقول في أذانه : «حيّ على خير العمل» كما في السـنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ١ / ٤٢٤ ـ ٤٢٥؟!
وإحداثه العول والتعصيب ، وهو مخالف لِما في كـتاب الله؟!
وتلوّنه في أحكام المواريث بشـكل عجيب ، بل قد يتفاوت حكمه عدّة مرّات في قضية واحدة؟!
ومنعه الناس من البكاء على الموتى وقد فعله رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
ومنعه من متعتَي الحجّ والنسـاء؟!
ورأيه في تزويج زوجة المفقود؟!
ومنعه الناس من الحديث عن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، مع أنّه الدين بعينه ، بل كان