الرضا من الله تعالى في خطيئة تقـدّمت منهم ، فلمّا تابوا منها ورجعوا عنها رضي الله عنهم(١) ، وذلك ما روي أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا جاء الحديبية صـدّه المشـركون عن دخـول مكّـة ، فأراد أن يصالحهم ، فقال [عمر](٢) : ما شـككت مذ أسـلمت إلاّ يوم صالحَ محمّـدٌ أهلَ مكّـة(٣) ..
__________________
٦ / ٤٦٤ ح ١١٥٠٧ و ١١٥٠٩ ، مسـند أحمد ٣ / ٣٠٨ ، مسـند الحميدي ٢ / ٥١٤ ح ١٢٢٥ ، الإحسـان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ١٩٠ ح ٤٨٥٥ ، مسـند أبي عوانة ٤ / ٣٠١ ح ٦٨١٨ وص ٤٢٧ ـ ٤٣٠ ح ٧١٩٠ ـ ٧١٩٣ و ٧٢٠٠ ـ ٧٢٠٥ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٢ / ٩٦ ، السـنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٥ / ٢٣٥ وج ٦ / ٣٢٦ وج ٨ / ١٤٦ ، تاريخ دمشـق ١١ / ٢٢٢.
(١) والذي يدلّ على أنّ الرضا كان وقتياً وليـس دائمياً ما رواه مسـلم وغيره ، عن جابر ، أنّ أُمَّ مُـبَـشِّـر أخبرته أنّها سـمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول عند حفصة : «لا يدخل النـار إن شـاء الله مـن أصحـاب الشـجرة أحـدٌ الّـذين بايعـوا تحتـها ؛ قـالت : بـلى يا رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فانتهرها ، فقالت حفصة : (وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَـا) ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : قد قال الله عزّ وجلّ : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً).
انظر : صحيح مسـلم ٧ / ١٦٩ ، السـنن الكبرى ـ للنسـائي ـ ٦ / ٣٩٥ ح ١١٣٢١ ، مسـند أحمد ٦ / ٤٢٠ ، المعجم الكبير ٢٥ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ح ٢٦٦ و ٢٦٩ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٢ / ٩٦ ، الجمع بين الصحيحين ٤ / ٣١٦ ح ٣٥٦٧.
ولا يخفى ما فيه من الدلالة على أنّ اسـتمرار الرضا رهين بملازمة التقوى وحسـن العقبى.
(٢) أثبتـناه من جملة المصادر الآتيـة في الهامش الآتي.
(٣) هذا طرف من حديث المِسْـوَر بن مخرمة ومروان الطويل ، وأقدم من رواه ابن شـهاب الزهري في المغازي : ٥٠ ـ ٥٦ ، وعبـد الرزّاق في المصنّف ٥ / ٣٣٠ ـ ٣٤٠ ح ٩٧٢٠ عن معمر عن الزهري ، وأحمـد في مسـنده ٤ / ٣٢٨ ـ ٣٣١ ، والبخاري في صحيحه ٤ / ٣٦ ـ ٤٣ ح ١٨ ، وأبو داود في سـننه ٣ / ٨٥ ح ٢٧٦٥ عن الزهري مختصراً ، وابن جرير في تفسـيره ١١ / ٣٥٨ ـ ٣٦١ ح ٣١٥٦٦ عن الزهري ، وابن حبّان في صحيحه ٧ / ١٨٣ ـ ١٨٩ ح ٤٨٥٢ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢٠ / ٩ ـ