وأَعولوا(١)!
وإنّ كلّ من ينكر أمثال هذه الأخبار بالرغم من صحّة طرقها وقوّة أسـانيدها ، يمكنه أن ينكر جميع شـرائع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومعجزاته ، وجميع ضروريات الدين والدنيا ؛ ذلك أنّ هذه الأُمور ـ أيضاً ـ وردتنا بمثل هذه الأسـانيد والطرق ، وبلغت مضامينها درجة الصحّة ؛ والحمد لله ربّ العالمين](٢).
* وممّا احتجّ به مخالفونا على تفضيل أبي بكر ، أنّ الله تعالى قد رضي عنه بقوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)(٣) ، وكان أبو بكر منهم ، فإذا رضي عنه كان من أهل الجنّـة ويبطل قول من زعم أنّـه ظالم(٤).
__________________
تفسـير الثعلبي ٨ / ٣٥٣ ، تفسـير البغوي ٤ / ١٣٧ ، تاريخ حلب ـ لابن العديم ـ ٦ / ٢٦٣٤ ـ ٢٦٣٩ من عدّة طرق ، سـير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٢ ، البداية والنهاية ٨ / ١٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٦ ـ ١٩٧.
(١) انظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٧٣ ـ ٩٧٤ ح ١٣٧٣ ، المعجم الكبير ٣ / ١٢١ ـ ١٢٢ ح ٢٨٦٢ و ٢٨٦٥ ـ ٢٨٦٩ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٦ / ٤٥٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٤٢ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نُعيم ـ ٢ / ٦٦٢ وص ٦٦٨ ـ ٦٦٩ ح ١٧٩٠ ـ ١٧٩٤ ، تاريخ دمشـق ١٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤٢ من عدّة طرق ، تاريخ حلب ـ لابن العديم ـ ٦ / ٢٦٤٩ ـ ٢٦٥٤ ، سـير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٦ ـ ٣١٧ ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٨ ـ ١٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٩.
(٢) ما بين المعقوفتين أثبتـناه من نسـخة التسـتري.
(٣) سـورة الفتح ٤٨ : ١٨.
(٤) لا يمكن حمل الآية على إطلاقها ؛ لأنّـه يسـتلزم الجبر المنافي للاختيار ، وهو محال ضرورة ، فضلا عن انتقاض عمومها بعبـد الله بن أُبَيّ بن سـلول وأصحابه ، فإنّه ممّن بايع تحت الشـجرة ـ بالرغم من أنّ قريشـاً عرضت عليه دخول مكّة والطواف بالبيت ، ولكنّه أبى وقال : «لا أطوف حتّى يطوف رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)» ،