الخبر عن أيّ من الأئمّة عليهمالسلام لكنّي لا أنكر ذلك ، بل أراه حقّاً ؛ ذلك أنّه لمّا جاز أن تتكلّم أيدي المذنبين وأرجلهم يوم القيامة كما ورد في القرآن : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْـهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَـانُوا يَكْسِـبُونَ)(١) ، كذلك جاز أن يتـكلّم الرأس المبارك للإمام الحسـين عليهالسلامـ الذي هو خليفة الله تعالى ، وإمام المسـلمين ، وسـيّد شـباب أهل الجنّة ، وجدّه محمّـد المصطفى ، وأبوه عليٌّ المرتضى ، وأُمّه فاطمـة الزهراء ـ وينطق لسـانه بتلاوة القرآن.
بل إنّ إنكار ذلك هو في الواقع إنكار للقدرة الإلهيّة ، وفضل الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).
والعجـب ممّـن ينـكر صـدور مثـل هـذا الأمـر عمّن بكت الملائكة في مصيبتـه ، ومطرت السـماء دماً في رزيّـته(٢) ، وناح عليه الجنُّ
__________________
١٤٩ ، إسـعاف الراغبين ـ للصبّـان ـ : ٢١٤.
وروي ذلك ـ أيضاً ـ عن سـهل الشـهرزوري ، وزيد بن أرقم ، والحارث بن وكيـدة.
انظر : مقتل أبي مخنف : ١٦٤ و ١٧٥ ، الإرشـاد ـ للمفيد ـ ٢ / ١١٧ ، الخصائص الكبرى ـ للسـيوطي ـ ٢ / ١٢٥ ، مناقب آل أبي طالب ـ لابن شـهر آشـوب ـ ٤ / ٦٨.
(١) سـورة يس ٣٦ : ٦٥.
(٢) انظر : المعجم الكبير ٣ / ١١٣ ـ ١١٤ ح ٢٨٣٥ ـ ٢٨٤٠ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٦ / ٤٥٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢١٦ رقم ٩٤١ ، تفسـير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٢٨٩ ح ١٨٥٥٢ ، تفسـير الطبري ١١ / ٢٣٧ ح ٣١١٢٠ ، أنسـاب الأشـراف ٣ / ٤٢٤ ، دلائـل النبـوّة ـ لأبي نُـعيـم ـ ٢ / ٥٨١ ـ ٥٨٢ ح ٥٣٠ ، معـرفة الصحابـة ـ لأبي نُعيم ـ ٢ / ٦٦٢ رقم ٥٦١ وص ٦٦٧ ح ١٧٨٩ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٤٧١ ـ ٤٧٢ ، تاريخ دمشـق ١٤ / ٢٢٥ ـ ٢٢٩ من عدّة طرق وج ٦٤ / ٢١٧ ،