مسـتوراً لم تعد الحاجة إليه قائمة!
قال الشـيخ :
إنّ الحاجة إلى وجود إمام هي لأجل بقاء نظام العالم ؛ إذ لولا الإمام لَما قامت السـماوات والأرض ، ولَما أنزلت السـماء قطرة ، ولا أخرجت الأرض بركتها ، وقد قال الله تعالى مخاطباً نبيّه : (وَمَا كَـانَ الله لِيُـعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيـهِمْ)(١).
ومتّى ما كان الله لا يعـذّبهم ما دام فيهم نبيّ ، فهو لا يعذّبهم ما دام فيهم إمام ؛ ذلك أنّ الإمام هو خليفة النبيّ في جميع الأُمور إلاّ في النبوّة ونزول الوحي ، وقد اتّفقت الرواة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «النجوم أمان لأهل السـماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السـماء ما يكرهون ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون»(٢).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لو بقيت الأرض بغير حجّة سـاعة لسـاخت
__________________
(١) سـورة الأنفال ٨ : ٣٣.
(٢) انظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٨٣٥ ح ١١٤٥ ، المعجم الكبير ٧ / ٢٢ ح ٦٢٦٠ ، المسـتدرك على الصحيحين ٢ / ٤٨٦ ح ٣٦٧٦ وج ٣ / ١٦٢ ح ٤٧١٥ ، مسـند الروياني ٢ / ١٦٧ ح ١١٥٢ وص ١٧٠ ـ ١٧١ ح ١١٦٤ و ١١٦٥ ، نـوادر الأُصـول ـ للحكيـم الترمـذي ـ ٢ / ١٠١ ، مـوضّـح أوهـام الجمـع والتـفريـق ـ للخطيب ـ ٢ / ٤٦٣ رقم ٤٦١ ، فردوس الأخبار ٢ / ٣٧٩ ح ٧١٦٦ ، تاريخ دمشـق ٤٠ / ٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٤ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠١ ـ ١٠٢ ح ٣٤١٨٨ ـ ٣٤١٩٠ عن ابن أبي شـيبة ومسـدّد والحكيم الترمذي وأبي يعلى والطبراني وابن عسـاكر والحاكم.