لـم يسـتخلف ؛ فخالفـوه باسـتخلافهم أبـي بكر ، وخـالف أبـو بكـر رسـولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلم يتقيّد به في ترك الاسـتخلاف ـ على قولهم ـ واسـتخلف بعده عمر(١) ، ولم يتقـيّد عمرُ بالنبيّ في تـرك الاسـتخلاف ، ولا بأبي بكر في الاسـتخلاف على شـخص بعينه ، بل جعلها شـورى في قوم مخصوصين!(٢).
وكيف يصحّ ـ أيّها الملك ـ (أنّ النبيّ معصوم عليهالسلام ، الشفيق عليهم)(٣) كما قال الله تعالى : (حَـرِيصٌ عَـلَيْكُم بِـالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيـمٌ)(٤) أن يخرج من الدنيا ولم يوصِ أمر الله تعالى لأيّ أحد بعده ويخـالف ربّـه ويتركهـم مهمَلين مضلّين مختـلفين ، يضـرب بعضهـم رقاب بعض بالسـيف؟! مع أنّ الله تعالى أمرهم بالوصيّـة ، قال : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَـدَكُمُ الْمَـوْتُ إِن تَـرَكَ خَـيْراً الْوَصِـيَّةُ)(٥) ، قال تعـالى : (يُوصِيكُـمُ الله فِي أَوْلاَدِكُم لِلْـذَّكَـرِ مِـثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ)(٦)الآيـة.
وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من مات بغير وصيّة مات ميتة جاهلية»(٧) ..
__________________
(١) انظر : تمهيد الأوائـل : ٤٦٨ ، الأحـكام السـلطانية ـ للمـاوردي ـ : ١١ ، الإرشـاد ـ للجـويني ـ : ٣٦٢ ، أُصول الدين ـ للغزنوي ـ : ٢٧٩.
(٢) انظر : تمهيـد الأوائل : ٤٦٨ ، الأحكـام السـلطانية ـ للمـاوردي ـ : ١١ ، الإرشـاد ـ للجويني ـ : ٣٦٢.
(٣) كـذا.
(٤) سـورة التوبة ٩ : ١٢٨.
(٥) سـورة البقرة ٢ : ١٨٠.
(٦) سـورة النسـاء ٤ : ١١.
(٧) المقنعة : ٦٦٦ ، الحاوي الكبير ـ للماوردي ـ ١٣ / ٨ ، النهاية ـ للطوسي ـ : ٦٠٤ ، السـرائر ٣ / ١٨٢ ، المجموع شـرح المهذّب ١٥ / ٣٩٩.