وانقلابهم على أعقابهم هو الرجوع إلى ما كانوا عليه من الكفر قبل البعثة ، وليـس ارتدادهم بعد موت نبيّهم بأعجب من ارتداد بني إسـرائيل حين خرج موسى إلى مناجاة ربّه واسـتخلف عليهم أخاه هارون ، [وقال :
__________________
الزوائد ٩ / ١٣٤ وقال : «رجاله رجال الصحيح» ، عن ابن عبّـاس ، قال : «إنّ عليّـاً كان يقول في حياة رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ الله عزّ وجلّ يقول : (أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْـقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) ، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، ولئن مات أو قُتل لأُقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت ، والله إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارثه ، فمن أحقّ به منّي؟!».
والذي يؤكّد ارتداد أكـثر الصحابة ، وانقلابهم على أعقابهم ، ما رواه البخاري ومسـلم في عدّة مواضع من صحيحيهما ، ومن ذلك ما خرّجه البخاري في صحيحه ج ٨ / ٢١٧ ح ١٦٦ باب في الحوض ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : «بينا أنا قائم إذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلمّ!
فقلت : أين؟!
قال : إلى النار والله!
قلت : وما شـأنهم؟!
قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى.
ثمّ إذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلمّ!
قلت : أين؟!
قال : إلى النار والله!
قلت : ما شـأنهم؟!
قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى.
فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل هَـمَـلِ الـنَّـعَم».
وما رواه البخاري في صحيحه ج ٨ / ٢١٨ ـ ٢١٩ ح ١٧١ ، ومسـلم في صحيحه ج ٧ / ٦٥ ، باب إثبات حوض نبـيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن أسـماء بنت أبي بكر ـ واللفظ للأوّل ـ ، قالت : قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي على الحوض حتّى أنظر مَن يرد علَيَّ منكم ، وسـيؤخذ ناس دوني ، فأقول : يا ربّ منّي ومن أُمّتي!
فيقـال : هـل شـعرت مـا عملـوا بعـدك؟! والله مـا برحـوا يرجعـون عـلى أعقابهم ...».
والأحاديث بهذا المعنى متواترة.