وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «رحم الله قسّـاً(١) ، يُحشر يوم القيـامة أُمّـة وحـده»(٢) ، فما ينكر أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إن كان قال هذا الحديث ـ عنى به عليّـاً عليهالسلام ومَن تبعـه؟!
فقال(٣) : عني به السـوادَ الأعظم ، ومَن هو كان أكـثر عدداً.
فقال الشـيخ رحمهالله :
وجدنا الكثرة في كتاب الله عزّ وجلّ مذمومة ، والقلّة مرحومة محمودة في قوله عزّ وجلّ : (لاَ خَيْرَ فِي كَـثِير مِن نَجْوَاهُمْ)(٤) ، (بَلْ أَكْـثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)(٥) ، (وَلكِـنَّ أَكْـثَرَهُمْ لاَ يَـعْلَمُونَ)(٦) ، (بَلْ أَكْـثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)(٧) ، (وَلكِنَّ أَكْـثَرَهُمْ لاَ يَشْـكُرُونَ)(٨) ، (وَلكِنَّ
__________________
(١) هو : قـسّ بن سـاعدة بن عمرو الإيادي ، خطيب العرب وحكيمها في عصره ، وبه يضرب المثل «أخطب من قسّ» ، وهو أوّل من قال في كلامه : «أمّا بعـد» ، رآه رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب في عكاظ قبل النبوّة ، وتوفّي قبل البعثة بنحو عشـر سـنين.
انظـر : الأغـاني ١٥ / ٢٣٦ ، مجمـع الأمثـال ـ للميـداني ـ ١ / ١٩٥ رقم ٥٦٧ وص ٤٦٠ رقم ١٣٨٠ ، جمهرة أمثال العرب : ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، عيون الأثر ١ / ٨٦ ، الإصابة ٥ / ٥٥١ رقم ٧٣٤٥.
(٢) رواه أبو نُعيم في دلائل النبوّة ١ / ١٠٥ ذ ح ٥٥ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٢ / ١١٣ ، وابن عسـاكر في تاريخ دمشـق ٣ / ٤٣٦.
(٣) أي السـائل ، وهو أبو القاسـم.
(٤) سـورة النسـاء ٤ : ١١٤.
(٥) سـورة العنكبوت ٢٩ : ٦٣.
(٦) سـورة الأنعام ٦ : ٣٧ وآيات أُخر.
(٧) سـورة البقرة ٢ : ١٠٠.
(٨) سـورة يونس ١٠ : ٦٠.