الناس إلاّ إذا كان طهراً طاهراً أصله ، فلمّا كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوماً ، كان الّذين يباهل بهم معصومين(١).
ويؤيّد ما قلناه قوله في آخر الآية : (فَـنَجْعَلْ لَعْـنَةَ الله عَـلَى الْكَـاذِبِينَ) بالإجماع(٢) ، ومَن وصفهم الله بالصدق لا يجوز منهم الكـذب(٣).
[الثاني :](٤) ٍ يجب أن نعرّف الأُمّـة ، ومعناها : إنّ الأُمّة في اللغة هي الجماعة ، وأقل الجماعة رجل وامرأة ، وقد قال الله تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتـاً)(٥) فسـمّى واحداً أُمّـة ..
__________________
في دلائل النبوّة ٢ / ٣٥٣ ـ ٣٥٥ ح ٢٤٤ و ٢٤٥ ، والجصّاص في أحكام القرآن ٢ / ٢٣ ، والثعلبي في تفسـيره ٣ / ٨٥ ، والماوردي في تفسـيره ١ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩ ، والواحدي في الوسـيط ١ / ٤٤٤ ـ ٤٤٥ ، وفي أسـباب النزول : ٥٧ ، وابن عسـاكر في تاريخه ٤٢ / ١١١ ـ ١١٢ ح ٨٤٦٩.
(١) للملازمة ، ولِما تقـدّم من دلالة آية التطهير على العصمة.
(٢) لأنّ الكذب نقيض الصدق ، وهو محال بحقّ من يُبتهل بهم إلى الله تعالى.
(٣) والمتحصّل ثبوت إمامة عليّ عليهالسلام ؛ لأنّـه لا خلاف في أنّـه عليهالسلام ادّعى الخلافة لنفسـه كما تقـدّم ، فيكون صادقاً في دعواه ؛ لثبوت صدقه بمفاد آية المباهلة ..
كما يمكن اسـتفادة الأمر من الله تعالى باتّباع عليّ عليهالسلام وتصديقه بضميمة مفاد قوله تعالى : (مَا كَانَ لأهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِـنَ الأعْـرَابِ أَن يَـتَخَلَّفُوا عَن رَسُـولِ الله وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِـهِمْ عَن نَفْسِـهِ) سـورة التوبة ٩ : ١٢٠.
ونفسُه ـ هنا ـ هو الإمام عليٌّ عليهالسلام ، ولو كان الضمير يعود إلى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقال : «ولا يرغبوا بأنفسـهم عنـه» ، كما هو مقـتضى البـلاغة ، وخصـوص المـورد لا يخصّـصه.
وهذه النكتة من مبتكرات الشـيخ حسـن بن الشـيخ جعفر كاشـف الغطاء قدسسره كما في العبقات العنبرية : ٣٣٩ ـ ٣٤٠.
(٤) ما بين المعقوفتين اسـتظهار منّا للأمر الثاني ، وإلاّ فهنا سـقط.
(٥) سـورة النحل ١٦ : ١٢٠.