امـتـنـعـوا(١).
ورووا في أخبارهم أنّ عليّـاً عليهالسلام امتنع عن البيعة هو وسـائر بني هاشـم سـتّة أشـهر ، حتّى اجتمعوا عليه وأخرجوه من داره ملبّباً يقودونه إلى المسـجد حتّى مسـحوا على يده كرهاً ، وأحرقوا بيت فاطمة عليهاالسلام ، وضربوها بالسـوط(٢).
وبنو حنيفة(٣) لم يبايعوا ، ولا حملوا زكاتهم ، ولم يعتقدوا إمامته ، حتّى سـمّاهم أهل الردّة(٤)!
__________________
الهيثم مالك بن التيّهان ، وسـهل وعثمان ابنا حنيف ، وفروة بن عمرو بن ودقة الأنصاري البياضي ، والبراء بن عازب ، ومالك ومتمّم ابنا نويرة وقومهما.
(١) انظر : الاسـتيعاب ٣ / ٩٧٣ رقم ١٦٣٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٩ ، الأخبار الموفّقيات : ٤٧١ ، روضة المناظر ـ لابن الشـحنة ـ ١١ / ١١٢ ـ ١١٣ ، تاريخ أبي الفـداء ١ / ١٥٦.
(٢) راجع في كيفيّة بيعة عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام وما سـبقها من أحداث : الإمامة والسـياسـة ١ / ٣٠ ـ ٣٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، العقـد الفريـد ٣ / ٢٧٣ ، مصنّف ابن أبي شـيبة ٨ / ٥٧٢ ح ٤ ، المغني ـ للقاضي عبـد الجبّـار ـ ٢٠ ق ٢ / ٢٦٩ ، شـرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٤٨ ، الملل والنحل ـ للشـهرسـتاني ـ ١ / ٥٠ ـ ٥١ ، تاريخ أبي الفداء ١ / ١٥٦.
(٣) المـراد بهم : مالـك بن نويرة اليـربوعي وقومه ، وهو الذي كان يقال فيـه : فتىً ولا كمالك ؛ وكان رديفاً للملوك ، ومن أشـراف الجاهلية والإسـلام ، وقد وفد على النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسـلم ، وأحسـن الصحبة ، واسـتعمله رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدقات قومه.
(٤) والذي يدلّ على كونهم مسـلمين وغير مرتدّين ، وأنّهم قُتلوا ظلماً وعدواناً ـ فضلا عن احتجاجهم على خالد بن الوليد بأنّهم مسـلمون ، وشـهادة أبي قتادة بأنّهم صلّوا معه ، وقوله لخالد : إنّي أشـهد أنّـه لا سـبيل لك عليهم ـ ؛ أنّ أبا بكر عرض الدية على متمّم بن نويرة من بيت المال ، وأطلق الأسـرى والسـبايا من قوم مالك ، وأمر خالداً بطلاق زوجة مالك التي نزا عليها خالد ليلة مقتل زوجها ، والتي كان له بها