والعنسـي(١) [وأشـباههم](٢).
وهكذا لم يقبل الإقرار بإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام حتّى ينفوا كلّ ما سـواه من الأئمّـة المقـدَّمين.
__________________
بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكانت في بني تغلب بالجزيرة ، وكان لها علم بالكتاب أخذته عن نصارى تغلب ، فتبعها جمع من عشـيرتها بينهم بعض كبار تميم ، كالزبرقان بن بدر ، وعطارد بن حاجب ، وشـبث بن ربعي الرياحي وكان مؤذّناً لها ، وعمرو بن الأهتم ، فأقبلت بهم من الجزيرة تريد غزو أبي بكر ، فنزلت باليمامة ، فبلغ خبرها مسـيلمة الكذّاب ، وقيل له : إنّ معها أربعين ألفاً ؛ فخافها ، وأقبل عليها في جماعة من قومه وتزوّج بها ، وأصدقها بإسـقاط صلاتَي الفجر والعشـاء الآخرة عن قومها ، فأقامت معه قليلا ، وأدركت صعوبة الإقدام على قتال المسـلمين فانصرفت راجعة إلى أخوالها بالجزيرة.
ثمّ بلغها مقتل مسـيلمة ، فأسـلمت ورحلت إلى البصرة فسـكـنتها وتوفّيت بها نحو سـنة ٥٥ هـ ، وصلّى عليها سـمرة بن جندب والي البصـرة لمعاوية ؛ وأخبارها مشـهورة.
انظر : كتاب الردّة ـ للواقدي ـ : ١١١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٦٨ ، البدء والتاريخ ٢ / ١٩٧ ، فتوح البلدان : ١٠٨ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢١٣ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٣٩.
(١) عيهلة بن كعب بن عوف ، الأسـود العنسـي المذحجي ، متنبّئ مشـعوذ من أهل اليمن ، أسـلم لمّا أسـلمت اليمن ، وارتدّ أيّام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وادّعى النبوّة وأرى قومه أعاجيب اسـتهواهم بها فتبعه كثير منهم ، وتغلّب على نجران وصنعاء ، واتّسـع سـلطانه حتّى غلب على ما بين مفازة حضرموت إلى الطائف إلى البحرين والأحسـاء إلى عدن ، وجاءت كتبُ رسـولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مَن بقي على الإسـلام في اليمن بالتحريض على قتله غيلةً أو مصادمة ، فاغتاله فيروز الديلمي بتدبير مع امرأته التي كانت على ظاهر الإيمان ، وكان ذلك قبل وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بشـهر واحـد ؛ وأخباره مشـهورة.
انظر : تاريخ خليفة بن خيّاط : ٧٦ ـ ٧٧ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٤٧ و ٢٩٣ ، فتوح البلدان : ١١٣ ، البدء والتاريخ ٢ / ١٩٢ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢٠١ ، البداية والنهايـة ٦ / ٢٢٨ ـ ٢٣٢.
(٢) ما بين المعقوفتين أثبتناه من نسـخة البحراني.